للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم يجلسون على محصولهم يفحصونه، كل واحد معه سكين يشق بطن الصدفة يفتحه لعله يجد فيها درة، إذ وجودها قليل، والنوخذا واقف فوقهم ينظرهم حتى لا يخفي أحد شيئًا.

ووقت الغياصة نحوًا من ثلاثة شهور، هي وقت شدة الحر ثم ينتهي عملهم.

كل هذه يحدثنا به الوالد رحمه الله وليس كل سنة يحصلون على شيء، فبعض السنين يرجعون مفلسين، وتبقى قيمة أكلهم حتى السنة التالية، وقد يتحصلون على درة ثمينة تغنيهم، كما حصل للوالد رحمه الله، فقد دش الغوص عزالًا قد انفرد عن مشاركة المجموعة فتحصل على درة جيدة، باعوها باثنا عشر ألف روبية، تعادل الآن اثنا عشر مليون، نصفها له ونصفها للسَّفان، وهو صاحب السفينة.

فانتهى الوالد من الغياصة، وأتى إلى هنا وقضى الديون عن أهله وحججهم حجة الإسلام.

وبعد ذلك الوقت بطلت أعمال الغياصة، لأنهم صاروا يصنعونها صناعة.

أما الديانة فكان يعمل على شاكلته وصاحب السفينة هو المرجع في ذلك، لأن كلًّا يقارن من يشاكله غالبًا.

[الرحلة في طلب العلم إلى الرياض]

كتب الشيخ محمد بن حمد بن خريف كلمة عن كيفية سفره وإخوانه مع والده إلى الرياض لطلب العلم، فقال بأسلوبه المجرد الخالي من التزيد أو ما يشعر بالحديث عن الذات.

فكر والدي رحمه الله تعالى في وسيلة تدريسنا وإخواني، فلم يجد بُدّا من نقلنا إلى مدينة الرياض، بسبب ضيق المعيشة هنا، حيث يوجد بالرياض دارًا لطلبة العلم، مجانًّا، في ظلال حكومة آل سعود، تحت إشراف فضيلة الشيخ محمد بن