زعيم بريدة وكبير جماعتها، وحكيمها وصاحب الرأي الراجح الذي يغلب عليه الحلم والتؤدة والتروي في الوقت الذي يتعين فيه الأخذ بذلك، ويغلب عليه الشجاعة والإقدام في الوقت الذي يتطلب الأمر ذلك.
ويسميه أهل بريدة (العم فهد) وهو في الحقيقة بمثابة الأب للجميع، لأنه يعرف لهم كلهم حقهم، ولا يحتقر أحدًا منهم، وإذا لحق بأحدهم ضيم من أحد منهم لجأ إليه فأنصفه ممن ظلمه بالرأي والفعل والتدخل لدى الحكام.
وهو إلى ذلك متدين صادق الديانة، محب للعلم والعلماء، ومستمع في حلقات الذكر.
وأذكر فيما يتعلق بتدينه ومحبته للاستماع إلى العلم أنه كان يحضر إلى المسجد الجامع كل يوم على وجه التقريب ما عدا يوم الجمعة لأنه لا دروس فيه، وكنا آنذاك نقرأ على شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في المسجد الجامع.
فيأتي فهد الرشودي بقامته المديدة ولونه الأبيض المتميز خاشعًا يتمتم بالدعاء والذكر، فلا يحدث أحدًا ولا يتحدث إليه أحد في المسجد، وإنما يصلي تحية المسجد ركعتين وأحيانا يصلي أربع ركعات ويجلس يستمع إلى الدروس المتنوعة التي كان طلبة العلم ومنهم كاتب هذه السطور يدرسونها على شيخهم الشيخ ابن حميد، ولا يخرج في الغالب حتى تنتهي الدروس جميعها وأحيانًا يعرف آخرها فيخرج أثناءه دون أن يكلم أحدًا أو يتكلم معه أحد.
أما نحن طلبة العلم فإننا أصغر سنا من أن نتحدث إليه من جهة ومن جهة أخرى نحترم رغبته التي رأيناه يواظب عليها وهي الصلاة والدعاء والاستماع إلى الأحاديث وغيرها من الدروس.