للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علي العم (صالح الصقعبي) كما كنت أسميه (بشتًا) جميلًا (دربوجه) مخاطًا بالزري المذهب مكافأة لهذه القصيدة، وظل على أكثر من عشر سنوات، كما كنت لا أنسى - ويعرف ذلك أستاذنا الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم - أننا نمتطي صهوات خيولنا (الحمر الأهلية) ملبين دعوة - الصقعبي - أو السليم، لنبقى في بريدة أيامًا نجول في ربوعها ونتفيأ نخيلها في ظلها الظليل، وفي القيظ القائظ:

يصد الشمس أنَّى واجهتها ... فيحجبها ويأذن للنسيم (١)

[مدرسة الشيخ صالح بن محمد الصقعبي في بريدة]

اهتم المسلمون بالعلم والتعليم على مر القرون منذ أن بزغ فجر الإسلام، ونزل القرآن الكريم على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ونزل عليه الأمر الإلهي بالقراءة في قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وجعل النبي الكريم إطلاق عدد من أسرى مشركي مكة بعد معركة بدر في مقابل تعليمهم القراءة والكتابة لعدد من صبيان المدينة، استمر المسلمون على هذا النهج النبوي وانتشرت مدارس تعليم الصبية أو ما تعرف بالكتاتيب في أصقاع بلاد المسلمين وأدت دورًا كبيرًا ومهمًّا في تعليم أبنائهم، ولا تزال إلى يومنا في بعض الأصقاع إلى أن ظهر ما يعرف بالتعليم النظامي الحديث، واختفى أكثرها بعد ذلك، وسنلقي الضوء من خلال هذه النبذة على أحد هذه المدارس الشهيرة التي كانت قائمة إلى وقت قريب في بلاد نجد، وهي مدرسة الشيخ صالح بن محمد الصقعبي - رحمه الله - الواقعة في قلب بريدة من منطقة القصيم وكان من تلاميذها عدد كبير من علماء بريدة.


(١) من أفواه الرواة، ص ١٧٩.