هذه وصية مهمة لأنها وصية (الربدي) أغني شخص في بريدة في وقته، ولكون كاتبها هو القاضي الشهير في وقته وحتى بعد وقته الشيخ سليمان بن علي المقبل.
وهي مهمة لأمر آخر ربما كان مصادفة، وهي أن الموصي والكاتب كلاهما كان قد شارف على نهاية حياته بعد أن بلغ من العمر عتيا.
فالربدي مات قبل كتابتها بأشهر أو أيام كما يظهر، والشيخ ابن مقبل مات بعد ذلك بسنين أربع أو خمس، وكان قد اعتذر عن مواصلة العمل في قضاء بريدة واعتذر عن ذلك ولما لم يقبل أمير بريدة وأهلها عذره في ترك القضاء حج وبقي في مكة بعد الحج معلنًا أنه سيجاور هناك، إلى أن عينوا الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم بديلًا له في قضاء بريدة وما يتبعها، وتاريخ الوصية هذه في ٤ شعبان سنة ١٣٠٠ هـ ولا أشك في أنه كانت قبلها للربدي وصية مطولة، لأن هذه مختصرة.
ويظهر من طريق كتابة الربدي أنه كان قد أخبر الشيخ ابن مقبل والشهود على وصية بها قبل موته ولكن الشيخ ابن مقبل لم يكتبها إلا بعد وفاته.
ومن الطبيعي أن الوصية بالعقارات أو نحوها أو حتى المال لا تدل على أنها كل ما يملكه، بل لا تدل على نسبة ذلك إلى باقي عقاراته، وبخاصة أن الربدي لم يوص بجزء معين محدد من ماله كالثلث أو الربع أو الخمس وإنما ذكر الوصية من العقارات، وذلك لكثرة ما يملكه، وتلك العقارات التي أوصى بها أو ببعض ما تنتجه من تمر أو حبوب هي قليل من كثير مما يملك.
ويلاحظ أنه لم يأت بجديد في الوصية فيما يتعلق بالضحايا المعتادة بل أوصى له بأضحيتن ولأمه فاطمة أضحية واحدة، ولأبيه عبد الرحمن أضحية واحدة، ولجدته غالية واحدة.