وخطه جيد غير أن فيه كلمات تحتاج إلى تفسير حتى يفهمها الجيل الجديد من قرائنا مثل كلمة (اللزا) وكلمة المغارسة، وإن كتبت ذلك في عدد من كتبي اللغوية فمراجعتها تصعب على بعض الناس وكذلك كلمة (الراقود) و (المقطر).
[وصية عبد الله بن محمد الحصين]
والموصي هو جد والد صديقنا (علي الحصين).
أول ما يسترعي الانتباه فيها أن الموصي كان في صحة من عقله وسقم من بدنه فهو إذًا مريض مرضًا لا يرجو معه الشفاء حسبما نفهم من الوثيقة، ومثله لا تصح وصيته من رأس ماله، وإنما تحتسب من الثلث، إلا إذا أجازها الورثة، وقد ذكرت وثيقة الوصية المذكورة أن الورثة قد أجازوا وصيته رغم كونه مريضًا مرضًا يمنع من صحة ذلك.
ولكن المشكل أن هناك دائنًا لهم في الملك الذي هو حائط النخل المسمى (العكلي) وهو الثري المعروف حمد بن خضير، غير أن (حمد الخضير) رجل شهم يقدر العلاقة التي كانت قائمة بينه بصفته دائنًا لعبد الله بن محمد الحصين الموصي، وبين المستدين الحصين لذلك نصت الوثيقة على أن هذه الوصية تمت بناء على إجازة من الورثة و (إفضال من الديان حمد بن خضير) فقولها: إفضال من الدَّيَّان أي إنه بمثابة التنازل منه لأنه لو شاء امتنع من إجازة الوصية إلا بعد أن يستوفى دينه الذي لابد أن يكون قد رهن به هذا النخل أو بعضه، كما هي العادة، ولكننا عرفنا من ابن خضير الشهامة والإفضال في مواطن أخرى.
وتنص الوصية على أضحيتين دوام أي تذبح في عيد الأضحى كل سنة واحدة له بنفسه وواحدة لوالديه وحجتين واحدة له وواحدة لأبيه، والوصية بالحجة معناها أن يكلف شخص يحج عن المذكور تصرف له أجرته من ريع الوصية هذه، وما بقي من ذلك فهو في أعمال البر، كذلك منه عشر وزان