وكنا نعرف ذلك من احتشاد الزقاق بالناس ونحن ذاهبون إلى دكان والدي في أعلى سوق بريدة القديم، ونعرف أن الملك عبد العزيز جاء إلى هنا للسلام على رحيمته أو نسيبته التي تزوج بنتها (طرفة الفواز).
ومن الأشياء اللافتة لنظر مثلي أنني كنت أسمع عندما أمرُّ ببيت الدخيل المذكورين ويقع على الشارع الذي عليه المدرسة الفيصلية إلى الجنوب من الميدان المتصل بميدان الجردة في القديم صياح امرأة، فلما عقلت الأمور عرفت حقيقة ذلك وهو أنه صادر من جارية كرجية كانت أهديت للملك عبد العزيز آل سعود إبان كونه في بريدة ولكن تبين أن في عقلها لوثة ربما كانت قديمة خفية أو أنها حدثت حدوثا فتركها عند نسيبته (طرفة الفواز) أم عبد الرحمن الدخيل وصار يرسل لها نفقة مع ما يبر به طرفة الفواز.
وقد رأيت تلك الجارية الكرجية مرة واقفة في الباب فرايتها ذات شعر ذهبي أحمر شديدة البياض.
والمعروف أن الكراجي - جمع كرجية - هم من أهل جورجيا في جبال القوقاز التي عاصمتها تفليس وتعتبر نساؤهم من أجمل نساء العالمين، وقد ألفت كتابًا عنوانه:(بلاد العربية الضائعة: جورجيا) تكلمت فيه بتوسع على بلاد جورجيا، هذه وهو كتاب مطبوع وتعرف في كتبنا العربية القديمة ببلاد (الكرج).
[سليمان بن صالح الدخيل]
ومن الدخيل هؤلاء، بل هو أشهرهم عند المؤرخين والكتَّاب في داخل بلادنا وخارجها وفي العراق بالذات سليمان بن العالم المتقدم ذكره صالح بن دخيل الجار الله، الذي كان - بحق - أول نجدي اشتغل بالصحافة حيث أقام في بغداد وأصدر مع عمه جار الله بن دخيل جريدة الرياض، وقد نوه بعمله هذا الكتاب الأوائل من أهل نجد، ولكن أكثرهم أهمل دور عمه (جار الله) في