وفهد الأخير هو الذي أصبح الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر، وهو من أكثر أسرة آل سعود نشاطًا بعد وفاة الملك خالد وحتى قبله، كان له دور رئيسي في العمل على تعيين الملك فيصل نائبًا للملك سعود وتوليه إصلاح أمور الدولة كما هو معروف.
حدثني زميلنا وصديقنا الشيخ محمد بن عبد الله السبيِّل إمام الحرم الشريف، قال: عندما زار الملك سعود بن عبد العزيز بريدة في عام ١٣٧٦ هـ، دعاه صالح بن الزعيم فهد بن علي الرشودي إلى بيته، وكان عبد الرحمن الدخيل جارًا له فلما خرج الملك سعود من قهوة الرشودي قال له عبد الرحمن الدخيل: يا طويل العمر، فنجال جاهز، يدعوه إلى أن يدخل إلي بيته ويشرب القهوة فيه، ولم يكن الملك سعود يعرفه، إذ لم يقدمه له أحد، فلم يستجب له بسرعة، فقال عبد الرحمن الدخيل: يا طويل العمر، أنا خال فهد بن عبد العزيز آل سعود وهنا تدخل بعض الحاضرين وعرفوه به فدخل بيته وشرب فيه القهوة، وجامله مجاملة ظاهرة.
إن تاريخ ولادة الملك فهد بن عبد العزيز الذي يسمى على اسم أخيه المتوفى الذي أمه من الدخيل هؤلاء هو معروف سجله الزركلي في كتابه (شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز) فذكر أن ولادة الملك فهد كانت في عام ١٣٣٨ هـ، ومن هذا يعلم تاريخ موت فهد الأول.
وقد عهدت الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله أنه لابد إذا أتي إلى مدينة بريدة وكان يحضر إليها في القديم بعد كل ٤ سنوات من أن يزور أم زوجته وهي أم صديقنا عبد الرحمن الدخيل واسمها طرفة الفواز فيأتي إليها بمرافقيه وجنوده الكثر، ويقف أكثرهم في الزقاق الذي فيه بيت عبد الرحمن الدخيل، لكثرتهم، ويدخل الملك عبد العزيز إليها في البيت فيسلم عليها ويشرب عندها القهوة والشاي لا يخل بذلك أبدًا.