للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[انتقال الأسرة إلى بريدة]

قلت فيما سبق: إنّ أوائل المشيقح كانوا قدموا من أشيقر إلى عنيزة في القرن العاشر الهجري أي سنة تسعمائة ونيف على الرأي الأخير، واستقروا في عنيزة زمنًا، وربما أزمانًا حتى صاروا فيها من ذوي الأملاك والعقارات، ولذا صبروها صبرة طويلة الأمد، وأنهم بعد ذلك انتقلوا إلى بريدة.

ونحن كما أنّه ليس بأيدينا نصوص مكتوبة عن تاريخ محدد بالسنة الوصول أولهم إلى عنيزة فقد قدرنا أنهم بقوا فيها ما بين ١٣٠ إلى ١٥٠ سنة، فإننا نعرف من كلام الإخباريين وهم جمع إخباري بكسر الهمزة الذين ينقلون الروايات شفهيًا أنّه كان لأوائل المشيقح وهم في عنيزة أعداء كانوا قد اختلفوا معهم وأنه بلغ من عمل أولئك الأعداء أن وضعوا نجاسة في المكان الذي كان يسجد فيه شيخ كبير هو والد أسرة منهم، وأنه تلوث بتلك النجاسة، فلم يسع أولاده وأسرته أن يسكتوا على ذلك، ولكنهم أضمروا أمرًا نفذوه بدقة وهو أن يسعوا خفية في تصفية أعمالهم في عنيزة وبيع ما يستطيعون بيعه وإيجار مالًا يستطيعون بيعه من أملاكهم ثم يرسلون نساءهم سرا إلى بريدة وإذا عرف أحد بأمرهم ذكروا له أنهم ذهبوا لزيارة بريدة وإلَّا يبقوا إلَّا رجالا من الأسرة، وفي ليلة ظلماء يذهبون إلى الشخصين الذين وضعا النجاسة في المكان الذي يصلي فيه والدهم فينتقمون منهما ثم يلحقون ببقية الأسرة في بريدة.

وهكذا كان فقد قتلوهما كما قيل، ولم يبق من أسلاف المشيقح أحد في عنيزة من ذلك التاريخ، وإننا لا نعرف بالضبط تاريخ ذلك، ولكننا نظن أنّه في القرن الحادي عشر أي سنة ألف ونيف من الهجرة.

ودليلنا على ذلك أمور أولها أن أملاكهم التي في عنيزة هي مشتركة مع أسر من المعروفين بأنهم أبناء عم للمشيقح مثل الهاشل والحلوة والقريعان والمبيريك والشريما والزايد وقد أخبرني الشاعر عبد العزيز ابن هاشل وهو ابن