كنت في صغري صبيًّا عند بيت فلان - من وجهاء أهل المدينة، فأرسلوني أكثر من مرة مع شيء من الحبوب كالدخن أو الذرة إلى قبر شيخ الذر، وقالوا لي: حط هذا الحب فوق قبره، وقل: يا شيخ الذر كفَّ عنا ذرك! ! !
قال: ففعلت ذلك أكثر من مرة.
وليس شيخ الذر إلَّا حجيلان بن حمد الذي صار على لسان بعض جهال المدينة ونسائها شيخًا للذر، بعد أن كان شيخًا للقصيم! ! !
[مصير الإمام عبد الله بن سعود]
ذكر المؤرخ الحر في كتابه للوقائع التاريخية الشيخ عبد الرحمن الجبرتي كيفية وصول الإمام عبد الله بن سعود ومن معه أسرى من نجد إلى مصر، ثم ذكر كيف حملوا من مصر إلى اسطنبول فقال في حوادث سنة ١١٣٤ هـ من تاريخه:
وفي ذلك اليوم وصل عبد الله بن سعود الوهابي ودخل من باب النصر وصحبته عبد الله بكتاش قبطان السريس وهو راكب على هجين وبجانبه المذكور وأمامه طائفة من الدلاة فضربوا عند دخوله مدافع كثيرة من القلعة وبولاق وخلافهما وانقضى أمر الشنك وخلافه من ساحل النيل وبولاق ورفعوا الزينة وركب الباشا إلى قصر شبرا في تلك السفينة وانفض الجمع وذهبوا إلى دورهم وكان ذلك من أغراب الأعمال التي لم يقع نظيرها بأرض مصر ولا ما يقرب من ذلك ومطبخ الميري يطبخ به الأرز على النسق المتقدم والأطعمة يؤتى لأرباب المظاهر منها في وجبتي الغداء والعشاء خلاف المطابخ الخاصة بهم وما يأتيهم من بيوتهم وأما العامة والمتفرجون من الرجال والنساء فخرجوا أفواجًا وكثر زحامهم في جميع الطرق الموصلة إلى بولاق ليلًا ونهارًا بأولادهم وأطفالهم ركبانا ومشاة وقد ذهب في هاتين الملعبتين من الأموال ما لا يدخل تحت الحصر وأهل الاستحقاق يتلظون من الفشل والتفليس مع ما هم فيه