على المصحف، وسار - رغمًا عنه - مع إبراهيم باشا حتى وصل إلى المدينة المنورة.
وقد بقي إبراهيم باشا في المدينة المنورة فترة كان حجيلان معه فيها فرأى حجيلان في المنام في ليلة من الليالي أن رشيد الحجيلاني وفلانًا من بني عليان - أبناء عمه - قد شقوا صدره - أي صدر حجيلان - وأخذوا منه قلبه، فارتاع من هذه الرؤيا، وقصها على إبراهيم باشا، فقال له: إن صدقت رؤياك - يا عجوز - فهم قتلوا ابنك، لكن احنا يا أهل مصر نعتقد أن الذي يحلف على المصحف وينكث حلفه تأكله نار من فوق أو من تحت.
قالوا: ولم يتحمل حجيلان هذا الأمر فأصابه منه اسهال في بطنه استمر معه حتى مات، ودفن في السحيمي في غرب المدينة المنورة.
ومازال قبره معروفًا إلى العقد الثامن من القرن الرابع عشر الذي انتقلت فيه للعمل في المدينة المنورة، وذلك قبل أن تبدأ الحكومة بتطوير المدينة المنورة عن طريق توسعة شوارعها، وشق شوارع جديدة فيها، فكان مكان قبر حجيلان أحد ضحايا ذلك التوسع.
ومن الطريف في هذا الأمر مع أن الموضوع كله ليس فيه طرافة، أن حجيلان بن حمد صار يعرف عند الجمال والنساء من أهل المدينة بشيخ الذر، جمع ذرة وهي الصغيرة من النمل، فصاروا إذا آذاهم الذر أرسلوا إلى قبر شيخ الذر الذي هو قبر حجيلان بن حمد قائلين له: يا شيخ الذر كف عنا ذرك.
حدثني الشيخ عمر محمد فلاتة الذي عينته أنا عندما كنت الأمين العام الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة مساعدا لي لكونه إفريقيا ونحن لدينا في الجامعة طلاب من الإخوة الإفريقيين نريد أن نستمع إلى مطالبهم، ونفعل لهم ما يجعلهم يستمرون في الدراسة في الجامعة الإسلامية باطمئنان، ويزيل ما قد يشتكون منه، قال عمر فلاته: