على لفظ النسبة إلى الرَّسّ، وهذا هو الواقع لأن هذه الأسرة قدمت إلى بريدة من الرس، وكان يقال لهم قبل ذلك الدّبيان، ويقال إنهم قبل ذلك يسمون القبلان، أو أنهم أبناء عم للقبلان أهل الرس المعروفين الآن هناك.
منهم الشيخ عبد الله بن حماد الرسي أبو حمّاد وهو الذي سار فيه المثل (يعيي الرسي) أي: يمانع الرسي، وذلك لأنه كان قد أيد الإخوان من أهل البدو قبل أن يقوموا ضد الملك عبد العزيز ويقضي على شوكتهم في وقعة السبلة عام ١٣٤٧ هـ، وكان يتزيا بزيهم ويلبس العمامة تحت الغترة ويتمسك بالمظاهر التي يعتقد أنها من السنة، ثم عين مرشدًا وقاضيًا في بلدة نسيت اسمها ومات عام ١٣٨٧ هـ.
عرفت عبالله بن حماد الرسي معرفة شخصية فعرفت فيه الزهد في الدنيا والتمسك بالمظهر الذي يعتبره إسلاميًا كالعمامة التي لم يكن يتركها في أية حال من الأحوال فكان يلبسها تحت الشال الأبيض معتقدًا أن لبسها سنة.
وكان نزل بيتًا قريبًا من بيتنا في شمال بريدة بالأجرة فكان ينفرد بأنه يصلي التراويح في بيته يسميها القيام أو التهجد لأنه لم يصح عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس التراويح جماعة.
فكان يؤم أهل بيته من النساء وغيرهم في بيته ويقرأ بهم رافعًا صوته.
والواقع أن الرجل من الذي ينبغي أن يتناول الباقون سيرته لما فيها من غرابة قوة التمسك بالدين، وعدم الحيدة عنها بأية حال من الأحوال. ومن ذلك أنه قال لأحد الإخوة من طلبة العلم: هل لك في فلانة؟ يعني بنته.
يعرض عليه بذلك أن يتزوجها اعتمادًا وتأسيًا لما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لأحد الصحابة: هل لك في صفية؟ وهي ابنته يعرض عليه أن يتزوج بها.