الأمير عبد الله بن جلوي في الأحساء، وأنه عندما يجلس معه على مائدة الطعام لاحظ أن الأمير عبد الله بن جلوي يعد له أحد رجاله قصعة فارغة فيذهب ويأخذ بيده من نفس مائدته طعامًا ولحمًا ويظل يضع في هذه القصعة حتى تمتلي ويمضي الأخ ابن هذلول بحديثه قائلًا: إنني عندما سألت لمن تبعث هذه القصعة؟ جاني الجواب إنها تبعث للعوني.
ويؤكد ابن هذلول أن ابن جلوي علاوة على ذلك كان يبعث للعوني يوميًا (دله) مترعة بالقهوة والهيل ويواصل الراوي حديثه، مؤكدا أنه رغب أن يرى العوني بنفسه - فانتهز الفرصة التي يبعث فيها الأمير ابن جلوي القهوة - مع حاملها سليمان بن سبهان، وذهب معه ليري العوني الذي ملأ نجدًا اسمه وأشعاره وأخباره، وهناك رأى رجلًا وخطه الشيب وذبل الجسم - وعندما صب له ساقي القهوة ظل يشرب الفنجان تلو الفنجان كان القهوة سوف تنهب من بين يديه - وعندما استمر بشربه للقهوة دون أن يرتوي صاح به السجان سليمان الحريقي قائلًا: ها يكفي يا عوني من شرب القهوة، فما كان من العوني إلا أن أومي بفنجان القهوة ورمي به بحركة تعبر عن استيائه وضجره بالأسلوب العنيف الذي اتخذه معه السجان الوقح.
[العوني يستنجد بعبد الله بن جلوي وبابنيه]
شعر العوني أنه لم يبق له أمل بأي مخلوق إلا بصديقه الأمير الوفي عبد الله بن جلوي وبابنيه فهد وسعود، فذهب أولًا ينشد قصيدة لامية بالأمير الأب عبد الله - كما أنشد بعدها قصيدة ميمية بالأميرين فهد وسعود ابني عبد الله.
وفي كل واحدة من هاتين القصيدتين نجد الشاعر يحاول أن يستميل شعور ورحمة وشفقة ونخوة الأمير عبد الله بن جلوي لعله يتوسط له بجاهه عند الإمام عبد العزيز وخاصة في القصيدة اللامية البالغة اثنين وثلاثين بيتًا.