وقد ترجم له تلميذه الشيخ إبراهيم بن عبيد العبد المحسن، فقال:
[ذكر في وفيات الأعيان]
فمنهم شيخنا سليمان بن عبد الله بن محمد بن عليّ المشعل، وكان أهل نجد يسمونه المشعلي ويقال إن المشعل من قبيلة كبيرة وأبوه عبد الله كان ذا أملاك بخب الخلوة من ضواحي بريدة ولديه ثروة وكان وجيهًا، كما أن له في عنيزة أملاكا وقد طال عمره حتى بلغ المائة أو زيادة عليها، وفي آخر عمره تلاشت ثروته وكثرت ديونه، وكان المترجم أصغر أولاده فمرض بالجدري وفقد بصره، وكان مما يهم والده حالة ابنه الصغير الذي أصبح فاقد البصر فكان يوصي إخوانه به.
ولما بلغ المترجم الثامنة من عمره توفي والده وكانت والدته من آل جمعة وله إخوة أشقاء أكبرهم محمد حنى عليه لأنه كان في حضانة أمه وحنو أخيه.
نشأته: نشأ رحمه الله يتيمًا فقيرا أعمى، وكان فطنًا نبيهًا مفكرًا يعجب كل من شاهده أو جلس معه من نباهته، وفي يوم من الأيام قال لأمه أدعي الله لي فقد عزمت على طلب العلم، فشمر وجد واجتهد وجعل يختلف إلى أئمة المساجد في خب الخلوة ويتعلم حتى حفظ القرآن وعمره إذ ذاك اثنتا عشر سنة، ثم سافر إلى بلد المذنب للطلب فأخذ في طلب العلم على الشيخ عبد الله بن محمد بن دخيل، وبقي مدة هو والشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع هناك في بلد المذنب، وكانت إذا ذاك آهلة بالعلم وطلابه، ذلك لما قام به الشيخ عبد الله بن دخيل من التعليم والتشجيع لطلابه، بحيث حصلت نهضة على يديه في بلد المذنب، وأقبل الطلاب إليه من كل جهة وصوب وبذلت الولائم وحصل للطلاب ما يساعدهم في بذل القوت، وهناك كانت محبة الله وزيارات من مدينة حائل حتى بلد المذنب، حدثني بذلك المترجم والشيخ عثمان بن حمد بن مضيان وأخوه رجل الدين والخير محمد