بن حمد بن مضيان، وقد سبق في ترجمة الشيخ عبد الله بن دخيل ما فيه كفاية، ثم رحل المترجم إلى الرياض ماشيا على قدميه هو وبعض إخوانه يحملون متاعهم على حمار فأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وعن الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف وأخذ عن الشيخ سعد بن عتيق، كما أخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وعن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم وعن الشيخ عمر بن محمد بن سليم، أما ولادته فكانت في سنة ١٣٠٠ هـ في خب الخلوة المذكور الكائن حوالي الدعيسة يقع غربي مدينة بريدة على مسافة ٧ كيلو، أما المشعل الذي ينسبون إليه فإنه من أهالي حرمه بلد في سدير.
ذكر الوظائف التي نالها:
كانت أول وظيفة قام بها أن جعل في عام ١٣٦٦ هـ قاضيًا في المستعجلة بمدينة الرياض، فشغل هذه الوظيفة ثم طلب من المشايخ اعفاءه عن القضاء بين مشايخه، ثم كان قاضيًا في نفي، ثم نقل منها إلى دخنة، ثم إلى الفوارة، ثم إلى الشبيكية، ثم إلى قضاء المذنب، ثم إلى قضاء البكيرية.
وكان في هذه الوظائف موضع الثقة والتقدير، وكنت لما تولى القضاء في البكيرية وأراد الذهاب إليها بناء على ما أسمعه منه من أنه يحب سكناها ولو لم يتول وظيفة فيها، فقلت له: لقد حلمت وقرت الآن عينك فيها فأوصيك بنشر العلم فيها، ولا تأل أن تكثر التعليم هناك، فقال: الله المستعان، وأن فلانًا القاضي يقول: لو وجدت من يتعلم مني بأجرة لبذلتها.
كان صموتًا قليل الكلام محبًا للعزلة قليل الضحك لا يكذب وإن كان مازحًا، ويقدر أهل العلم، وله أدب ومعرفة بفنون الشعر والحلم، وأقوال العلماء والتاريخ ومعرفة الرجال والجرح والتعديل، ولا يحب الشهرة وعلى جانب من العبادة وكان ذا سمت عظيم حتى يخيل إلى من رآه أنه يسكت على أمر عظيم