للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرجوع إلى الوثائق]

إن مواد هذا الكتاب لم تكن مكتوبة بمعنى أنني إذا أردت الرجوع إلى كتب لا نقل منها المعلومات عن أسر بريدة، فإنني لا أجد شيئًا منها لذلك كان لابد من أن أجمع المعلومات جمعًا من أفواه الرجال، ومن صدور الحفظة من العامة.

وهذا في حد ذاته مشكل، لا من حيث توثيقه فحسب، وإنما من حيث اتساقه في نفسه، واتساقه مع الأخبار التي يرويها الآخرون، ومع الآراء التي يرونها.

لذلك بدت لي بعض إفادات الشيوخ من كبار السن والمهتمين من غيرهم متناقضة بعض الأحيان، أو متعارضة في أحيان أخرى.

والأدهى من ذلك أن الزمن يفعل فعله في أولئك الرواة الإخباريين ليس ذلك بالموت المحتوم على العباد فحسب، وإنما بما يحدثه من خلل في أذهانهم أو من تغير في حفظهم.

فكنت في بعض الأحيان أسمع من بعضهم معلومة مهمة ثم لا أدونها ليس عدم إدراك مني لأهميتها ولكنني لا أفعل ذلك على الفور طلبًا للتوثيق، أو للمزيد من التفصيلات، فأؤجل البحث مع صاحبها لفترة قد تمتد لسنوات حتى إذا رجعت إليه وجدت ذاكرته قد تغيرت، وأن تلك المعلومة في ذهنه قد تشوشت، فلا يجد ما يعتذر به عن ذلك إلَّا قوله: إني نسيت أو يضرب المثل المشهور: (الذهن خَوّان) أو المثل الآخر: (القلب ماهوب كتاب).

وهذا الأمر - على سوءه - هو أهون من أن أفاجأ بأن الذي لديه تلك المعلومة قد مات، وكثيرًا ما يبلغني أحد الأصدقاء أو حتى أقرأ في إحدى الجرائد وفاة فلان، رحمه الله مكتوبة مسطرة كما تسطر وفيات الآخرين، ولكنها بالنسبة إليَّ ليست كذلك، بل تعني ضياع معلومة مهمة هي جزء مؤمل