كتب وصية علي الناصر السالم الكاتب الشهير عبد المحسن بن محمد السيف الملقب بالملا، ولذلك هي حسنة الخط واضحة العبارة.
ويظهر أن لعلي الناصر وصية أخرى أوضح من هذه وأكثر تفصيلا لأن هذه لا تتناسب مع ثروته ومقامه في المجتمع.
وقد ذكر في هذه الوصية بعد الديباجة أنه أوصى بربع ما وراءه بأعمال البر منهن ثلاث ضحايا واحدة له، وواحدة لأبويه، ولم يذكر اسم أمه وواحدة لإخوانه الأربعة ولم يذكر أسماءهم مع أن الكاتب هو الملا ابن سيف الذي لا يمكن أن تخفى عليه أهمية ذكر الأسماء، وأوصي بريال بزاد رمضان والزاد هو الطَّعام المطبوخ وهذا تكرر مثيله إذ يسميه بعضهم عشاء رمضان ولكنه نص هنا على ما لم ينص عليه غيره وهو أنه للمساكين، وليس كالعشاء الذي يأكله أهل بيت الموصي ولو كانوا أغنياء، وأوصى لابن السبيل وهو الغريب المنقطع عن أهله الذي يحتاج إلى طعام أو شراب، وبنصف ريال لسراج في رمضان في المسجد الجامع وهو جامع بريدة الكبير، وبنصف ريال سراج لمسجد السيف.
وكيفية الصرف على هذا السراج أن يشتري به ودك، وهو الدهن الذي ينتج من شحم الذبيحة إذا أذيب على النار.
أما مسجد السيف فهو الذي كان يسمى بمسجد ناصر إضافة إلى إمامه الشيخ ناصر السليمان بن سيف، وكان يسمى قبل ذلك مسجد الجردة وهو ثاني مساجد بريدة إنشاء بعد المسجد الجامع.
ثم قال: والباقي على نظر الوكيل بالأمر الشرعي، يريد ما بقي من النقود من ربع ماله الذي أوصى به يصرف كما يراه الوصي الشرعي (الأصلح فالأصلح).
أما الوصي على تنفيذ هذه الوصيَّة فقد ذكره بقوله: الوكلاء على ما خلفت