للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتى الجراد القصيم، وباض وخرجت الصغار أشد فتكا، وأسرع الناس لمكافحته.

أما ابن حسن فما كان منه إلا أنه يتردد على بلدة القصيعة صباحًا ومساء يورد وبفضل الله لم يمسها الجراد بسوء ولأجل عين تكرم ألف.

كما ذكر إبراهيم أبو طامي شيئًا من ذلك في كتابه: (فصول في الدين والأدب) فقال: وغلط باسمه فسماه محمدًا.

[من مناقب الصالحين وكرامات الله]

كان الشيخ محمد بن حسن رحمه الله رحمة واسعة يعيش في أول قرننا الحالي وهو رجل صالح بمعنى الكلمة وموفق كل التوفيق، وله كرامات كثيرة ذكرت جزءًا يسيرًا منها في مؤلفي الأول نزهة النفس الأديبة وهاأنذا واحدة منها هنا القول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إن الرجل الصالح ليدفع الله به السوء والبلاء إلى ألف بيت وقد حلت بالناس في وقته سنة عم الجزيرة العربية فيها مرض فتاك فيما ذكر أنه يشبه ما يسمى (بالكوليرا) وربما جاء عن طريق أحد الحجاج وليس هناك وقاية أو طب إلا شيئًا بسيطًا حتى أن هذا المرض كان يحصد من كل مدينة أو قرية نصف سكانها أو ثلثهم وقد سماها العوام سنة الرحمة فكانوا يحملون فيها موتاهم على الأبواب والأخشاب فعلم الشيخ ابن حسن بظهور هذا المرض وانتشاره، وكان يسكن في قرية زراعية تسمى القصيعة ورغم اتساع نواحي قريته فإنه كان يدور حولها كل صباح، ويقرأ عليها القرآن والأدعية والأوردة، وكذلك يفعل في المساء فنفعها الله ببركته ولم يفقد أهلها طيلة وجوده فيهم ميتًا واحدا متأثرًا بهذا المرض وفي طرف القرية كان هناك مزرعتان لا يستطيع الوصول إليهما وقد فقد منهما ما يقرب من اثني عشر ميتًا وهذا كله مصداق حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الرجل الصالح ليدفع الله به البلاء إلى ألف بيت (١).


(١) إبراهيم أبو طامي، (فصول في الدين والأدب) ص ١٧٠ - ١٧١.