أسرة أخرى يقال لها الحوشان الفحيل، تمييزًا لهم عن الحوشان الآخرين الذين هم الحوشان الرواف.
وهذه الأسرة صغيرة ولكنها منجبة، إذ أنجبت حوشان الحمود الحوشان الذي كان رجلًا عاقلًا مقدرًا للأمور نشيطًا فيما يوكل إليه من أعمال حكومية أو أعمال عامة على خير ما يمكن.
وأذكر من ذلك أن الملك عبد العزيز آل سعود عندما أراد أن يقدم إلى بريدة في المرة الأخيرة بالسيارات أظن ذلك في عام ١٣٥٧ هـ. أمر أمير بريدة بتطيين طريق الضاحي وهو الرمل الواقع إلى الشرق الجنوبي من بريدة، وتعاني السيارات مشقة في قطعه، فوكل أمير بريدة تلك المهمة إلى حوشان الحمود هذا، فقام بها خير قيام.
كما قام بعشرات المهمات مثل هذه وأكثر أهمية، وقد عرفت حوشان الحمود على كبر لأنه من جيل أقدم من الجيل الذي قبلنا، إذ كان يحدثني عن أشياء كان يعرفها في سنة المليدا عام ١٣٠٨ هـ، وهو حلو الحديث، مرتب الأفكار، لا تسمع في كلامه حشوًا ولا في ألفاظه لفظًا ليس في محله.
وعلى وجه العموم فهو من أفذاذ الرجال رحمه الله.
جاء ذكر (حوشان الفحيل) في حكم شرعي كتبه قاضي بريدة في وقته الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ومضمونه أنه ثبت عنده أن أرضًا في شمال بريدة هي ملك لحوشان الفحيل بالهبة الصحيحة الشرعية.