ماعدا ما رايته في كتاب إبراهيم أبو طامي (فصول في الدين والأدب) فقد ذكر لعيبان هذا لمحة قصيرة، قال:
قصة عيبان (٣):
عيبان هو اسم أو لعله وصف غالب على رجل معيب القدمين لا يستطيع المشي إلا متكئًا على عصوين، وهو ضعيف الجسم، وله أخ شديد قوي يسافر ويتاجر، وهما شريكان في تجارتهما ومالهما، وكان يتولى قضاء الأعمال الشاقة ويتحمل الغربة وعيبان لا يستطيع حولًا ولا طولًا علاوة على كثرة بنيه وبناته وكثرة استهلاكهم مما بعث الضيق في صدر أخيه وأبنائه الذين حثوا أباهم على فصم عرى الشركة لما يكابده أبوهم منفردًا من متاعبها.
ولذلك توجه إلى عيبان وطلب منه القسمة فقال له عيبان اقسم كما ترى وتريد، فقسم أخوه الأموال وأعطاه نصيبه.
فتاجر به عن طريق المداينة ببعضه والبيع والشراء بالبعض الآخر وأراد الله لها النماء والتكاثر.
وأما أخوه فسافر إلى الشام ببعض المواشي كتجار بلده ولكنها كسدت بسبب القحط والجدب ولم يصل منها إلا النزر اليسير فخجل من العودة مفلسًا إلى بلده وبقي هناك.
فما كان من عيبان إلا أن ضم أولاد أخيه إليه وصار ينفق عليهم مدة ست سنين وينفق على زوجته ويتولى شؤونهم، وهكذا لا يعلم الإنسان أين محل البركة. انتهى.
وهذه نماذج من مداينات عبد الرحمن بن عبد الله الصوينع الملقب عيبان: