روي لي هذه السالفة الشيخ عبد الله بن وائل التويجري متعه الله بالصحة والعافية، قال فيها:
كنت مع مجموعة من رجال العقيلات في فلسطين، وفي أثناء عودتنا عرجنا على صديق لنا في إحدى مدن الشام.
أكرمنا كعادته في حسن الضيافة وبعنا معه واشترينا، وكنا وإياه على ما يرام، ولم ينكد صحبتنا معه إلَّا راع للغنم والإبل عنده.
وذلك أننا حينما نقيم الصلاة وبعد تكبيرة الإحرام يبدأ هذا الراعي بالعزف على ربابته مع ترديده لأبيات شعرية نبطية، وكأن الشيطان نعوذ بالله منه مكلفه بهذه المهمة، حيث يشغلنا بربابته فلا نسمع تكبير الإمام ولا قراءته.
قلنا لسيده (عمه) أوقف هذا الاستهتار والاستهزاء من عاملك فهو لا يصلي ولا يتركنا نصلي.
قال سيده: لا أستطيع أخشى أن يتركني ويذهب لغيري فهو راع عندي من سنين طويلة ومرتاح له، وهو كما ترون رجل مفتول العضلات فلا يقرب أحد الوادي الذي هو فيه فترعى غنمي وإبلي وحدها.
كررنا القول مع مضيفنا وكرر هو الإصرار بأن لا يفاتح راعيه بالسكوت عن ممارسة ومضايقة ضيوفه أو يأمره بالصلاة، لأنه لا يصلي ويدعي الإسلام.
وفي أحد الأيام في صلاة المغرب، قال إمامنا قبل أن يكبر للصلاة: إن عاد الراعي لممارسة أفعاله سوف أقنت بالدعاء عليه، وافقناه فيما أراد، كبر الإمام، وحضر الراعي وجلس حول النار كعادته وبدأ ممارسة عمله بالربابة وزاد في إيذاء المصلين.