اللهم إغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم وأبدله دارًا خيرًا من داره وزوجًا خيرًا من زوجه، وافسح له في قبره ونور له فيه، وأعذه من عذاب النار، اللهم اجعل مسكنه جنة النعيم مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
بهذه الدعوات الخالصة المخلصة أدعو بها من قلبي الراضي بقضاء الله وقدره لوالدي الشيخ عبد الله السليمان الحميد، الذي وافاه الأجل المحتوم صباح الاثنين الثالث من الشهر السادس، ذلك الرجل المجاهد في سبيل الله الذي أمضى عمره في خدمة دينه ومليكه ووطنه بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
نعم كان رحمه الله قد قضى قرابة ثلاثين عامًا في جهات تهامة من مناطق المملكة الجنوبية في البرك، والقنفذة، وجيزان، وغيرها، مجاهدًا في سبيل الله بتنوير بصائر الناس في تلك المناطق عن طريق النصح والوعظ والإرشاد والتوجيه الصحيح لمعرفة أمور دينهم وما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم بإلقاء النصائح التوجيهية سواء في المساجد أو المجتمعات، وتزويدهم بالنصائح المطبوعة التي يستفيدون منها، مع ما يقوم به من عمل القضاء في تلك الجهات وتدريس لبعض طلاب العلم هناك، حيث تولى الكثير منهم مناصب قضائية.
واضطرته ظروف عائلية بعد طول هذه المدة إلى الانتقال للقصيم بعد موافقة الجهات المختصة، فتم له ذلك بمباشرة عمله قاضيًا في بعض قري منطقة القصيم، ومنها الفوارة، والأسياح، والبكيرية، حتى أحيل إلى التقاعد في آخر النصف الأول من عام ١٣٨٣ هـ بعد أن كان له الشرف في خدمة الدولة قرابة (أربعين عامًا).