ففرغ نفسه لطلاب العلم في أحد مساجد بريدة القريبة من مسكنه للقراءة عليهم والمطالعة حيث يقوم بشرح ما يقرأ عليه، ومع هذا وخلال تلك السنوات رأت جماعة تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة فتح العديد من مشاريعها الخيرية وهو تحفيظ القرآن الكريم بالمساجد حيث كلف رحمه الله بالإشراف على هذه الجماعة وطلبتها في القصيم، وملاحظة ما يقف في طريقهم من عقبات بدون مقابل احتسابًا لوجه الله وابتغاء لثوابه، حيث حفظ الكثير من صغار السن القرآن الكريم عن ظهر قلب حفظًا وتجويدًا، مع ما يقوم به رحمه الله بالشفاعة لمن يستحق الشفاعة وخصوصًا مع الفقراء والمحتاجين لدى الجهات التي تتطلب ذلك مهما كان مقرها وجهتها ويحضر الندوات التي تقام في المساجد في أوقاتها ولا يعطي لنفسه الراحة التامة عن مساعدة المحتاج، وبذل الصلح بين الطرفين مهما كانت قضيته في بيته، أو في المسجد أو في أي جهة كانت، حتى يذهب الطرفان من عنده متصالحان قد دب في نفسيهما المحبة والرضاء، وكان رحمه الله يؤدي مناسك العمرة في شهور رمضان من كل عام ويبقى في مكة المكرمة حتى الانتهاء من صيام الستة من شوال ويؤدي مناسك الحج في الوقت الذي يرى فيه نفسه نشيطًا حتى أقعده المرض وانتقل إلى رحمة الله بعد عمر يشهد له إن شاء الله بالخير والثناء الطيب والعمل الصالح الذي يرجو ثوابه من عند الله.
فرحمك الله رحمة واسعة وجعل قبرك روضة من رياض الجنة والحمد لله على قضائه وقدره فإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد العزيز بن عبد الله الحميد
ترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي ترجمة موسعة ذكر فيها تواريخ الأعمال التي قام بها الشيخ عبد الله بن سليمان الحميد وهو يعرفه معرفة شخصية.