ضفة وادي الجزل، وجنوبيها يقع على ضفة مجتمع أودية المدينة وخيبر ويسميه بعضهم وادي الحمض ويرى البعض الآخر أن وادي الحمض يتكون من اجتماع أودية المدينة بوادي الجزل مما يلي عمودان وتحيط بها الجبال من الشرق والغرب وبعض تلك الجبال عالية وتشبه السلسلة من الجهتين.
وأقول: أرى أن ذا المروة اسم الوادي غلب على المدينة، لأن المروة على ضفة الوادي، وليست في موقع أم زرب التي يقال إنها هي مدينة ذي المروة ولا في شيء من القرى الأخرى المندثرة فهي قريبة من مجرى الوادي الذي لم يسكن ولا تمكن سكناه، والله أعلم.
[مستقبل المنطقة]
تربة الأرض لينة مالحة بسبب كثرة المياه المنحدرة إليها، فسيول المدينة جميعها تصل إلى هذه المنطقة وكذا سيول ضواحي الطائف والعشيرة التي تمر بالمدينة تنحدر مع أودية المدينة إليها ثم سيول شمال من تبوك وما حولها تصل إليها مما يجتمع معها من روافد من الأودية الأخرى، ولا بد أنها عندما كانت آهلة بالسكان وعامرة كانت صالحة للزراعة، وخاصة لغرس النخيل، فالنخيل لا تؤثر عليه ملوحة الأرض ويوجد في أطراف المنطقة بعض الأراضي الصالحة لزراعة الحبوب وغيرها.
أما بالنسبة لغرس النخيل فيها فإنه لو وفقت القبائل التي منحت تلك الأراضي إلى غرسها والعناية بها لأصبحت من أهم المناطق في حاصلات التمور، ذلك لأن النخيل فيها لا يكلف صاحبه شيئًا من النفقة حيث يشرب بعروقه من الماء وماؤها صالح للزراعة.
ومن المحتمل أن تجود فيها زراعة الموز والحمضيات لأنها دافئة شتاء، ومعتدلة صيفًا لرطوبة الجو فيها.