حديد أكبر من رأس الثور، لها أسنان بارزة، مربوطة برأس رشاء، يقذفونها في البحر من جهة الريح فتغرز أسنانها بالأرض، تربط السفينة لا تزول عن مكانها، ثم ينصبون المقامات على جوانب السفينة على عدد الرجال، والمقام هو: خشبة برأسه بكرة عليها الرشا تدور به.
فيخلع الرجل ثيابه ويربط نفسه برأس الرشا من تحت الإبط، ويربط برجله حديدة مبهمة بنحو كيلوين فيلقي نفسه في البحر وتجذبه الحديدة أيضًا بسرعة كما في المثل: اصبر والحجر يوديها والرشا بيد السَّيْب يرسله معه حتى يصل القعر، فيفتح عينه يطلب الصدف، لأن ماء البحر مالح والصدف ينبت في أرض البحر شجيرات شبه طير، يوجد المحار (الدُر) في بطنها إن وجدت وهو قليل، والغائص يكتم نفسه، إذا قارب انتهاء نفسه حرك الرشا بيده فيجذبه السيب بسرعة جيدة فيجد راحة بالنفس مع قوة الجذب، فإذا طلع رأسه من الماء شهق بالنفس، ثم جلس قليلًا يستريح نفسه، والسيب يأخذ ما معه بالحقيقة فيفرغه في صحن السفينة، وكلهم يعملون هكذا، والنَّوخذا واقف يراقب عملهم.
فإذا انتهى ما في هذا الموضع من الصدف ساروا قليلًا لموضع آخر، فإذا أرادوا يسيرون نزل أحدهم وقلب البلد عن الأرض ليرفعوه بالرشا، فإذا وقفوا ألقوه يربط السفية وهكذا.
يبدءون العمل في الصباح الغير مبكر إلى بعد الظهر.
ولا يذوقون في الصباح طعامًا ولا شرابًا قبل العمل لأجل يرتاح النفس ويطول مع الفراغ.
فإذا بطَّلوا العمل وإذا الطباخ قد أصلح لهم غداء جيدًا فيشبعون منه، فلا يأكلون غيره إلا بكرة مثلها.