ثالثا: أن الوثيقة تكاد تخلو من اللحن في متن اللغة وفي النحو من الهنات التي كان المشايخ والكتبة يتهاونون بها أو يجهلون مخالفتها للفصيح من اللغة، وهي موجودة وظاهرة في كتابات بعضهم يستطيع من يتتبعها من طلبة العلم أن يراها ويعرفها، لأنها لا تتعلق بعويص النحو، أو حوشي اللغة.
ولم أجد شيئًا من ذلك في هذه الوثيقة إلَّا كلمة (ورثها) التي تعني إرثها، وربما كان السبب الداعي إلى ذلك أنّه ذكر كلمة إرث قبل ذلك بكلمة فقال: نصيبه من إرث امه (ورثها) من أمها مريم.
رابعها: أنّه التزم باثبات الألف بعد هاء المؤنثة الغائبة فقال أمها ونصيبها وابنها على الفصيح الشائع من اللغة وهو المستعمل في جنوب نجد مثل الدرعية بلد الشيخ ابن سويلم وهو اللغة القرآنية.
بخلاف لهجة أهل القصيم الدّين يقولون في كلامهم المعتاد (أمَّة) و (نصيبه) و (ابنه) يريدون أمها ونصيبها وابنها إذا كانوا يتكلمون عن مؤنثة.
وقد ذكرت في مقدمة كتاب (معجم بلاد القصيم) هذه اللغة القصيمية وبينت أنها ذات أصل عربي قديم.
مع أن هذه اللهجة ليست خاصة بأهل القصيم وحدهم دون سائر أهل نجد، بل إنّ أهل حائل وقبائل شمر تفعل مثل ذلك.
خامسها: أنّه قال في تاريخ الوثيقة في أولها: (وقع ذلك في شهر) الخ والعادة عند أهل القصيم أن يقولوا (جرى ذلك).