وكانت القطعة طولها عشرين بوعًا وعرضها عشرة أبواع، وذلك يساوي على وجه التقريب ١٨ مترًا في ٣٦ مترًا.
وسرنا مع إبراهيم البليهي وهو يبوع الأرض وكلما فرغ من قطعة قال هذه رقم كذا، للرقم الذي في القائمة فيقول رجال الشيوخ: هذي لفلان.
وبعد تحديد أربع أراض أو خمس يقفز البليهي عدة أبواع ويقول: هذه أسواق أي شوارع لأنه لا يعرف مسار الشوارع التي ستخرج من المدينة مارة بشارع الخبيب متجهة شرقًا.
أما الشوارع التي تنطلق من الجنوب إلى الشمال فإنها واضحة لأنها بعرض ٢٠ ذراعًا ومستمرة على استقامة تامة.
صار يبوع ويبوع ونحن نتبعه وإذا به يكاد يصل إلى النغيرة ويقول الذي معه إن هذا الرقم لمحمد بن ناصر العبودي، ولما رأيت أنها ستكون في حدود النغيرة وأنني لا أكاد أرى بنيان المدينة لأنها لا يوجد بينها وبين بريدة أية أرض مبنية قلت له: يا أبو صالح، الله يسلمك ها الأرض ما تصلح لي هذي في البر فمن فضلك دور لي غيرها.
كنت أتعجب من ذلك في نفسي بعد ذلك كيف جرأت عليه واستجاب لرغبتي مع أنني في السادسة عشرة من عمري وليست لي أية سمعة لأنني لم أصبح من طلبة العلم المعروفين وإنما كنت أقرأ في المسجد على شيخين قراءة غير منتظمة.
أنصت الرجل لما قلت له باهتمام، وقال لي هامسًا: كلامك هذا من حظ صالح الطويان لأنه قد بقيت نحو خمس قطع أو ست على الوصول إلى جادة الطرفية التي كانت تفصل بين ملك ابن طويان وبين الأراضي الحرة أي الحكومية التي توزع، وتلك الجادة هي التي أصبحت شارع التغيرة الذي ينطلق