من الخبيب ويذهب شرقًا، وابن طويان يملك بستانًا في أرض زراعية كان اشتراها من محمد بن محمد السديري، فقلت للبليهي هامسًا وكان معنا جمع: كيف يا أبو صالح؟ قال: تبي تبقى هذا الأرض حرة، ويأخذها.
ثم التفت إلى الجمع الذين كانوا يتبعونه وقال: يا جماعة أنا أوجعتني فخوذي من كثر المباوع لكن وعدكم إن شاء الله باكر نبدأ من جنوب.
ثم خصني بالكلام دونهم قائلًا: باكر إن شاء الله نبدأ من جنوب بريد مع الشارع الذي يمر الآن إلى الشمال من الإمارة القديمة ونبي نعطي دحيم الخطاف عشرين بوع في عشرين بوع وعبد الله الحمادي عشرين بوع في عشرين بوع لأن هذي تعويض لهم عن أراض لهم شرق المقبرة طلب الجماعة من الملك عبد العزيز أن تبقى لمرافق البلد ويعوضون عنها، وبعدها نعطيك أرضك، فدعوت له، وانصرفت.
وفي اليوم التالي نفذ ما قاله فكانت الأرض القريبة التي أعطاني إياها تساوي عشرًا من الأراضي البعيدة التي تركتها.
كانت المنطقة نفودًا أي رملًا خالصًا ليس فيه شجر ولا نبات ولا أية علامة فكان من تعين له أرض يرسم حدودها بجعل زبرة من الرمال وهي الكومة التي تكون بقدر الرجل الجالس ويتركها، ولكن هذا الرسم كالخطوط في الرمل سرعان ما تضمحل وتتلاشى لأن الرمل يذهب وكان بعض الحازمين من غير العاجزين ولست منهم يذهبون بعيدًا يبحثون عن عظم جيفة قديم فيركزونه في حد الأرض في الرمل دون أن يضعوا شيئًا يمسك به ليكون علامة، لأنه يتحرك ويزول.
لذلك اختلطت تلك الأراضي وضاعت حدودها، غير أن الخطة التي صنعها البليهي مع الإمارة تقضي بأن يعطى كل شخص وثيقة من الإمارة