مختومة بختم الأمير ابن فيصل تبين رقم القطعة التي منحت له، وأسماء جيرانها إلَّا أن أسماء الجيران لم تكن دقيقة إذ لم تكن عينت الشوارع، وعندما تحددت صارت تفصل بعض القطع عن بعض، غير أن هذه مشكلة أمكن تلاقيها بسبب تصرف إبراهيم البليهي لأنه بعد كل ثلاث قطع من الأراضي أو نحوها يترك مسافة تكفي للشارع وإن لم يعينها.
وقد انمحت حدود تلك الأراضي بالفعل وصار لا يعرف أحد أرضه غير أنها ظلت معروفة على الورق سنين طوالًا وفي بعض تلك السنين شغلت بأعراب حصل عليهم جدب ومحل أهلك مواشيهم وما يملكون فسقطوا في المدن والقرى ونزلوا فيما حولها من الأراضي الخالية عسى أن يستطيعوا أن يجدوا ما يضعونه في أفواههم وأفواه نسائهم وصبيانهم، وكان من بين الأماكن التي نزلوها نفود الخبيب الشرقي الذي فيه أراضينا.
هذا وبعد سنوات طويلة تطورت فيها الأمور وتغيرت فيها الأحوال وصرت مديرًا للمعهد العلمي في بريدة حوشت تلك الأرض وكان الذي خططها أي حدد حدودها لي ولجيراني عبد الله السويد وإخوانه الذين كانوا اشتروا القطعة التي تقع إلى الشمال من أرضي هو (إبراهيم البليهي) رحمه الله ثم بنيتها بيتًا طينيًا وتركته فترة قصيرة نقلت بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
وبعد سنوات كثيرة هدمته وبنيته بالمسلح وأشرف على بنائه ابني المهندس المعماري ناصر وشقيقه ابني خالد وهو خبير مالي، وصار حانوتين دكانين كبيرين سعة كل واحد منهما أكثر من ٤٠٠ متر مربع.
إن إبراهيم بن محمد البليهي من أفذاذ الرجال الذين عرفتهم عقلًا وسياسة، ووزنًا للكلام ومعرفة بالناس وبطبائع الأشياء، ومحبة للمعلومات العامة، وله كلمات في هذا الأمر كثيرة ومواقف تستحق التسجيل، ولكن لم يسجل له شيء وضاعت كلماته وأخباره سدى كما ضاعت أخبار غيره من