تجتمع عندها فأذهب بها إلى فهد الصقعبي فيقول لي بلِّغها وبلغ بقية ذرية جدك لامك أنكم إذا دفعتوا عنه ريالين وصلت أنا أربعة وإذا دفعتوا خمسة كتبت أنه وصل عشرة يريد أنه سيخفض نصف الدين عن ذمة المتوفى.
إن قصة هذه المراة التي هي والدة الشيخ عبد الرحمن العجلان ذكرتني بقصة طريفة وقعت في بريدة لأسرة أخرى ليست لها علاقة بأسرة العجلان، وهي كما رويت لنا أن رجلًا كان له دين على آخر وتوفي المدين من دون أن يكون وراءه مال يوفي الدين الذي عليه، وفي مثل هذه الحال لا يلزم أسرته أن يوفوا دينه والرجل الدائن يعرف ذلك.
قالوا: فذهب يبحث عن ابن له أي للمدين فوجده في جردة بريدة فقال له: يا فلان: أبوك الله يغفر له مات وعنده لي دراهم دين، وأنا أعرف أنه مات ولا وراه شيء من المال فلعلك توفين عنه تفك رقبته من الدين الذي فيها.
قالوا، فقال له الابن: أنت دينت أبوي وهو مات الله يغفر له وإن كان أنت ما تعرف قبره بالمقبرة تعال معي أوريك قبره خذ دراهمك منه!
قالوا: فانصرف منه حزينًا ومن الغد ذهب إلى أخت له ابنة للمدين المتوفى فطرق الباب عليها بعد العصر، ففتح له طفل لها صغير، فقال له: قل لأمك: هذا فلان يبي يحاكيك وهي تعرفه، فجاءت إليه وكلمته من وراء الباب فقال لها مثل ما قال لأخيها، وقال: أنا أعرف أني مالي عليك درب لكن إن بغيت تخليص ذمة أبوك من الدين وتعطيني دراهمي فأنا ودي!
قالوا: فقالت له: إصبر، وغابت عنه لحظة ثم عادت تحمل في يدها مجموعة من الخواتم الذهبية أعطتها إياه، وقالت: خذ ها الخواتم بعها وخذ ثمنها في الدين اللي لك على أبوي، وإن زاد لنا شيء هاته، والوكيل الله ثم أنت، وإن نقص ثمنهن عن الدين تعلمني.