لقد قرب الملك عبد العزيز بجيشه من أهل نجد الجنوبية ومن معه من الحاضرة.
وقد ذكر لي أكثر من شخص منهم أنهم أصيبوا من أناس من جهال أولئك القوم، ولم أسارع بتصديق ذلك، ولكنني وجدت مؤرخًا من أهل عنيزة وهو إبراهيم القاضي يذكر ذلك في تاريخه ويؤكده بقوله:
تمت المسألة بين أهل عنيزة وأهل بريدة من رمضان سنة ١٣٢٥ هـ إلى ربيع سنة ١٣٢٦ هـ والنهب بينهم حامي، عنيزة صار فيها زفرت وقعدية يحذفون بأنفسهم على الطمع، ولو دونه خطر، ولا زال كل يوم الكسوب تجي من أطراف بريدة.
أهل عنيزة خافوا من تلاف أهل بريدة وركبوا إليهم، وقالوا: نبي نتداخل المسألة بينكم وبين ابن سعود، حنا نمون عليه في كل أمر، وأنتم ما نذخر الذي لكم، وأنتم تدرون أن عزكم عزلنا وبقاكم كذلك، وحنا نقوى ابن سعود على أن بريدة وطوارفها لكم، ولا يمشي عليها أمر ابن سعود، وابن سعود تكفيه نجد دون بريدة، ولا قبلوا.
وقال: في آخر شهر ذي الحجة سنة ١٣٢٥ هـ جمع ابن مهنا فيها شاشته زقرت بريدة، ومن الخُبُوب ودفعهم إلى البكيرية، والأمير فيها عبد الله الراجحي منصوب ابن سعود، طبوا البكيرية وأهلها أجاويد ما هم يخالفون على أحد، ولما شافوا الرواجح شغل أهل البكيرية شردوا وزبنوا الهلالية، وإذا هي ذليلة ولا زبنوهم، أما جماعة ابن مهنا دخلوا البكيرية، وسلمت لهم.
قال: وفي ربيع أول سنة ٣٢٦ هـ: ظهر ابن سعود غزاي معه أهل الجنوب البدو والحضر، وصل المستوى.
ولما مشى ابن سعود، ركب معه غزو عنيزة وغزوان القصيم تلافت عليه، ولما أقبل على أطراف بريدة وإذا هو وقت حصاد الزروع.