للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرقة الهجانة فهزمها، فما كان من عبد الله إلَّا أن جرد فرسانه، الذين ردوا فرسان الأتراك، وتقدم بنفسه نحو معسكرهم، فأمر علي أزن بإطلاق نار المدفع على جموع السعوديين، الذين طرحوا أنفسهم أرضًا بناء على أوامر قائدهم، فما كان من المشاة الأتراك الذين كانوا معتصمين في المكان إلَّا أنهم بدؤوا بإطلاق نيران البنادق، لحماية الفرسان الذين استعادوا زمام المبادرة.

كان قد مضى على بدء المعركة ساعتان عندما ولى أتباع عبد الله من الأعراب الأدبار، ولحق بهم عبد الله وهو يدافع عن نفسه ضد الفرسان الذين كانوا يطاردونه، وانسحب إلى موقعه في نجخ بعد أن خسر ثلاثمائة قتيل، ومائتي أسير، وترك للأتراك وراءه خيولًا، وعددا كبيرًا من الجمال، وكميات كبيرة من الرز، والشعير والذخائر الحربية، وخسر علي أزن ١٢٠ قتيلًا في هذه المعركة، و ١٦٨ مصابا أصبحوا عاجزين عن القتال، وجُرح حصان غانم بن مضيان الذي كان قد اشترك مع بدوه في الهجوم، وأصيب أخوه الذي كان بجانبه بطعنة رمح.

إن هذه الهزيمة، وفرار عدد من حلفاء عبد الله جعلناه يعدل عن خططه للزحف على الحجاز، والتحق بقواته الموجودة في أنحاء عنيزة، وأرسل إلى الرس دعمًا قوامة مائتا رجل، وذخائر.

ولما وصل إبراهيم باشا إلى ماوية نزل في خيمة علي أزن، وكال له المديح على ما حققه من نصر، واستقبل الجنود قائدهم بمظاهر الفرح، وحيوه بإطلاق الأعيرة النارية من بنادقهم.

وبعد استراحة دامت عدة ساعات، قام إبراهيم باشا بتفقد معسكره، ووقع نظره على الأسرى المساكين فأمر بقتلهم رميًا بالرصاص، باستثناء العبيد السود، الذين وضعهم خدمًا لجيشه، وكان بين الأسرى بعض أقارب عبد الله،