ولكن المؤسف أن حال أهل نجد لم تكن حال المقاوم الذي يرسم الخطط ويجيش الأفراد والجماعات الصغيرة لمقاومة الغزاة، ثم يغير على الأعداء بما يشبه حرب العصابات، ويقوم إلى جانب ذلك بقطع الإمدادات أو بعضها عنهم.
بل لاحظنا أن رأس الدولة وهو الإمام عبد الله بن سعود كان يرقب تحرك إبراهيم باشا، وتقدمه إلى الدرعية فينكفأ قاصدًا المكان الذي هو بعيد متجنبًا الاحتكاك به ومقاومة جيشه بنفسه، وحتى بجيوش يجيشها أو بعصابات يرسلها حتى وصل إبراهيم باشا إلى الدرعية وخربها بعد حرب ضروس باسلة، وقضى على الدولة السعودية الإسلامية النقية الأولى وقتل من قتل فيها وفي خارجها من رجالات آل سعود، بل ورجالات أهل نجد بعد احتلال الدرعية، إضافة إلى من قتل منهم في الحرب وهم أعداد كبيرة.
ثم عمد بعد أن احتل الدرعية إلى جمع من بقي من آل سعود وآل الشيخ وأرسلهم إلى مصر في حركة بل حركات غريبة ليس هذا محل ذكرها.
لقد كان الذين سألناهم من عقلاء أهل نجد عن السر في عدم مقابلة جيش إبراهيم باشا قبل وصوله إلى الدرعية أجابوا بقولهم: إن الإمام عبد الله بن سعود قال: لم تبق حرب الماوية في قلوب المسلمين جرأة على الحرب.
ووقعة (الماوية) وهي مورد ماء في عالية نجد ذكرته في (معجم بلاد القصيم)، قد جرت تلك الواقعة بين جيش الإمام عبد الله بن سعود وبعض جيش إبراهيم باشا بقيادة (علي أزن).
فكانت نتيجة تلك الحرب كارثية بالنسبة إلى أهل نجد وانتصارًا لإبراهيم باشا.
قال المؤرخ الفرنسي مانجان الذي ينقل عن مصادر تركية ومصرية:
تصدى (علي ازن) لجيش الإمام عبد الله بن سعود، وشن هجومًا على