ومنهم عبد الله بن سليمان الشقاوي، كان قد غاب عن بريدة وأنا صغير ولم نعرفه حتى عاد إليها في عام ١٣٦٧ هـ وكنا عرفنا الأمور وتثقفنا آنذاك فرأيناه مثقفًا واسع الإطلاع.
وكان يعمل في غيابه عن بريدة كاتبًا لأمير الجوف والقريات لسنوات طويلة مما سبب له أن يزور الشام الكبير ويطلع على بعض ما فيه، ويحاول تطبيقه في بريدة عندما عاد إليها معلنًا أنه سوف يسكن فيها، فأول ما عمل أن سعي مع الجماعة وبخاصة المثقفين منهم إلى أن ينشأ شركة زراعية في النقيب الواقعة في شرقي بريدة تكون من مهمتها زراعة محاصيل زراعية جديدة والتكسب منها من جهة وتكون أنموذجًا للمزارع الأخرى، وكان (النقيب) آنذاك أرضا حرة أي غير مملوكة لأحد، مثل أكثر الأراضي البور في بريدة.
ولكن بعض الذين لا يفهمون الأمور سفهوا رأيه، واستهزموا به حتى أسموا شركته (شركة تنقيب النقيب) ففشل مشروعه وعاد مرة ثانية إلى سكنى الجوف.
ومنهم ابنه الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله بن سليمان بن راشد الشقاوي المدير العام لمعهد الإدارة العامة المسئول عن تدريب موظفي الدولة عن طريق إقامة دورات تدريبية وتثقيفية لهم لتبصيرهم بكيفية تصريف الأمور في الدوائر الحكومية على الوجه الأكمل.
وقد أجرت جريدة (الجزيرة) التي تصدر في الرياض مقابلة معه مطولة رأيت إيراد بعضها هنا لأنه يلقي الضوء على عمله وشخصيته، ومن أهم ذلك ما ذكره عن ولادته في الجوف، وذلك لأن والده عبد الله الشقاوي الذي تقدم ذكره عاد إلى سكنى الجوف كما قلت، فنشأ أولاده هناك ومنهم الدكتور عبد الرحمن هذا.
وقد نشرت تلك المقابلة في صفحة كاملة يوم الأربعاء في الأول من جمادى الأولى عام ١٤١٣ هـ الموافق ٢٥ نوفمبر عام ١٩٩٢ م.