للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يريد حفر بئر في هذه الأرض وتسويرها وبناء غرفة أو غرفتين، وكان (الستاد) الذي عهد إليه بالبناء هو (علي بن محمد الحامد) وقرروا أن يحفروا أولا بئرًا حتى يستفيدوا من مائها في البناء، وأذكر وكنت حاضرًا رغم صغر سني إذ كان ذلك في عام ١٣٥٥ هـ وكانت سني عشر سنين إلا أنني آتي مع والدتي إلى بيت خالي، وكان من بين (العاملة) وهي مجموعة العمال الذين يلازمون ستاد الطين يعملون معه ويكونون عادة في حدود ستة أشخاص رجل اسمه فلان (المطرفي) بينما كان يحفر في الرمل الذي سفته الريح قبل ذلك عثر عندما تجاوز الرمل بقبر واضح أنه قبر فأخبر الستاد ابن حامد الذي أخبر خالي فأوقف العمل واستفتى الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة وما حولها، فقال الشيخ عمر له: استمروا في عملكم من حفر الأساسات وأتركوا المكان الذي وجدتم فيه الميت، فإن لم تجدوا غيره فإنه ربما يكون رجلًا دفن هناك لسبب من الأسباب، ولا يضركم ذلك، بل تنقلون بقاياه إلى المقبرة تدفنونها فيها، وإن وجدتم غيره قبرين أو ثلاثة فإن ذلك يدل على أن الأرض مقبرة ولا يجوز لكم السكني فيها.

وقد وجدوا بالفعل أكثر من قبر فعدل خالي عن البناء عليها، وانتقل كلية بعد سنة أو نحوها إلى أرض تقع إلى الشمال من مسجد عبد العزيز ابن مساعد الذي كان يصلي فيه الشيخ صالح السكيتي فباع بيته ذلك وبنى هناك له بيتًا جديدًا، وبيته الجديد واقع الآن على شارع الوحدة الحديث يحده الشارع من جهة الشمال وقد بنى بيته الأخير في عام ١٣٥٧ هـ، وأذكر أنه كتب تاريخ بنائه بالجص على جدار (قهوته).

وبعد ذلك بسنوات عديدة كان الشيخ عمر بن سليم رحمه الله قد توفي وتولى القضاء بعده شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وكان خالي قد عين أثناءها نائبًا على سوق بريدة وهي كالمحتسب، وصل إلى علم الشيخ