الذي يقع فيه الخب الذي فيه بريدة القديمة، قال: رأينا جهة الشرق منه قبورًا منتظمة قد خسفت على حد تعبيره أي انهدمت ونزل أعلاها عن ظهر الأرض، وذلك أن ذلك السيل العظيم الذي أصاب بريدة في تلك السنة التي سميت سنة الغرقة وهي عام ١٣٤٢ هـ، جعل وادي الفاجرة يجري جريانًا غير معتاد فيملأ جفر (١) الحمد ويفيض منها ويومذاك كانت (الجفر) ضيقة ثم ينقسم إلى قسمين: قسم ذهب مع المجرى المعتاد الذي رأيته أنا كاتب هذه السطور في عام ١٣٥٧ هـ، وهو الخبيب وسار جنوبًا لم توقفه إلَّا السادة التي قيل إنها سميت بهذا الاسم لأنها سدت ذلك المجرى الذي كان قد انفجر في زمن سحيق وسميت الفاجرة باسمها لأنها فجرته.
والقسم الثاني ذهب يباري نفود الشماس في الخب الذي فيه بريدة القديمة حتى وصل إلى العجيبة، وهو الذي سبب خسف تلك القبور.
قال والدي: فرأيت أنا ودحيم الخريصي تلك القبور يميز المرء قبر الكبير فيها من قبر الصغير، إلى قبر الفرط وهو الطفل الرضيع.
أقول: أذكر فيما يتعلق بوجود القبور في منطقة شمال بريدة الذي وقفت عليه بنفسي أن خالي عبد الله بن موسى العضيب رحمه الله كان بيته داخل سور بريدة الشمالي يفتح جهة الشرق إلى ما صار يعرف الآن بشارع الصناعة، ولكنه قبل أن يوسع ذلك الشارع، وكان يحده من جهة الشمال سور بريدة الذي أقامة صالح الحسن بعد وقعة البكيرية، وكان خالي له أربع زوجات كل واحدة لها غرفة من البيت ولديه بقرتان للبن، فأراد أن يتوسع وأخذ قطعة أرض خارج السور ليفتح عليها بابا خلال السور إلى بيته.
(١) جفر: جمع جفرة وهي أماكن أخذ أهل بريدة منها طينًا لبناء بيوتهم، وموقعها الآن: موقع بلدية بريدة غربًا عن امتداد شارع الخبيب.