من سطح الأرض، بل إن بعضها كالمطا التي كان الناس يسمونها في القديم (الموطا) كانت فيها عيون جارية وقد رأيت في صغري فيها مجاري العين تحت النفود الغربي فيها القواقع التي تكون في العيون والمياه الجارية.
فلا يعقل أن يأتي بدوي بل شيخ قبيلة من أهل البادية ويتملك فيها بئرًا يبيعه بثمن على آخر، ذلك بأن حفر الآبار في منطقة بريدة كان منذ قديم الزمان ولا يزال سهلًا متيسرًا لا يحتاج لتملك، بل إن البئر نفسها لم تكن تساوي شيئًا، وإنما تباع مع ما يتبعها من أرض زراعية تنتج الحبوب.
وبوسع أي واحد آنذاك أن يحفر بجهد بسيط بئرًا في منطقة بريدة من دون أن يدفع ثمنًا لحفرها.
وقد حضرت بنفسي شاهدًا على ذلك في حفر آبار وغرس شيء من النخل والأثل في الخبيب الذي كان خاليًا من أية عمارة أو فلاحة عندما عقلت الأمور في عام ١٣٥٣ هـ فحفر فيه خمسة أشخاص آبارًا كل واحد منهم حفر بئرًا واحدة وهم من الجنوب إلى الشمال إبراهيم السعود الملقب النداف، حفر من جنوبيه يليه من جهة الشمال حمد الرسي، يجاوره من جهة الشمال محمد بن عبد الله المنصور، وإلى الشمال منه حفر صالح بن سليمان الغليقة بئرًا، وكل منهم حفر لنفسه، وربما كان ذلك بجهده الخاص، فكيف يشتري راشد الدريبي بئرًا في منطقة بريدة بنقود مع كثرة الآبار فيها وسهولة حفرها، وقلة النقود بأيدي الناس؟
وأما عمارة منطقة بريدة التي وقفنا على آثارها ووقف عليها من كانوا قبلنا فإنها كانت كثيرة، وذلك ظاهر من وجود قنوات الزراعة، بل من وجود مقابر واسعة في شمالها كما حدثني والدي رحمه الله قال: كنت أتمشى بعد الغرقة وهو واقعة سيل عظيم أنا وعبد الرحمن بن أحمد الخريصي شقيق الشيخ صالح الخريصي ويسميه دحيم الخريصي فرأينا في أسفل نفود الشماس الشرقي