من أخبار الصمعاني ما ذكره الأستاذ ناصر بن سليمان العمري، قال:
كان عبد الكريم الصمعاني وأخوه عقيل قد غرسا نخلًا في النقرة، من الحبوب الواقعة غربي مدينة بريدة، وكان النخل فسائل صغيرة ويأتي إلي قربها راعي إيل من البادية يرعى إبله حول نخلهم الصغيرة وتأكل الإبل من سعف النخل وتتعدى على المزرعة والإبل ليست للراعي بل هو أجير لأهل قرية من قرى بريدة.
وجاء إليه عبد الكريم الصمعاني مرة ونهاه عن التعدي على النخل والزرع ولكن الرجل استمر في تعديه، وكان (عقيل الصمعاني) قوي الجسم وفيه جرأة وشجاعة فقال لأخيه عبد الكريم: دعني أذهب إليه وأضربه، ولكن عبد الكريم يعرف قوة بطش أخيه وخاف على الراعي منه، فقال: أنا أذهب إليه أما أنت فرجل قاسي القلب إن ذهبت إليه قتلته وما لنا حاجة بقتله! وذهب عبد الكريم إلى الراعي ولامه على تعديه على نخله وزرعه وتكرار ذلك منه، فلاحظ أن الراعي يخفي معه عصا كبيرة، وخاف منه عبد الكريم فابتدره بضربة طرحته على الأرض وصار يضربه ضربًا مؤلمًا ثم تركه وعاد وابتعد الراعي عن الإبل وتركها فأبعدها عبد الكريم.
وفي المساء عادت الإبل إلى أهل القرية وحدها حيث تثاقل عنها الراعي وتخلف ووصلت الإبل إلى القرية وحدها فلاحظ أهل القرية غياب الراعي وقالوا يجوز أنه قتل، وجاء متأخرًا، فأخبر أصحاب الإبل أن الصمعاني ضربه وكاد يقتله.
وفي الصباح حمل أهل القرية راعي الإبل على نعش وذهبوا به إلى أمير بريدة حسن بن مهنا وشكوا إليه وتركوا الراعي في مدخل القصر فقام الأمير باستدعاء عبد الكريم الصمعاني وأخيه عقيل فحضرا إلى القصر، وفي مدخل القصر وجدا الراعي على النعش فأدركا أنها حيلة من أهل القرية.