وأما دواخل القصر، وهي المنازل والغرف الكبيرة وغيرها مما هو في داخل القصر فإن الذي بناها هو الستاد حمد الشميمري والمراد ببناء المذكورين أنهما كانا معلمي البناء الواحد منهما المعلم الذي تحته عمال كثير، ولكنه المباشر للأشياء المهمة، وما لم يباشر بناءه بنفسه كان لديه تحته عمال كثيرون، كما هو ظاهر، والذي أمر ببناء القصر هو الأمير حسن المهنا.
ومما أثر من الأقوال عن عبد الله العوني والد الشاعر أن أحد أنصار ابن رشيد وهم أعداؤه جاءه شاكيًا ابنه محمدا الشاعر أي ابن العوني إليه، قائلًا: إنه أخذ ساعتي فقال عبد الله العوني: أنا غاذيه لأجل يأخذ ساعتك أنت وأمثالك اللي ما فيكم خير.
ويروى أنه قال: الله يأخذه - يعني ولده - اللي ما أخذ عمرك؟ يعني أنه لم يقتله، وذلك إبان أن كان أهل القصيم يتقاتلون مع ابن رشيد وأتباعه وكان القصيم تحت حكم ابن رشيد.
ويقال: إن عبد الله العوني والد الشاعر محمد العوني كان يبني حول قصر الإمارة في بريدة بطين البيوت التي هدمها عبد العزيز الرشيد حول القصر، وأمر أن يبني بها ما يسمى بالسميطة، وهو البناء بالطين حول المبنى القديم من أجل تقويته وذلك بعد وقعة الصريف في عام ١٣١٨ هـ.
وبينما هو كذلك والقائم على الأمر من جهة ابن رشيد يلاحظه ويخشى أن لا يجيد العمل لبغض أهل بريدة لابن رشيد فقال للعوني: إنصح يا العوني بالبنيان وإلا ترى ما هو أزين ترى هنا ناس يبون يتعقبونك يشوفون شغلك.
فرد عليه العوني قائلًا: أنا أنصحت وأبي أنصح لأننا نبني لنا.
يريد أننا سنأخذه منكم، فلم لا أنصح في البناء؟
وهكذا كان إذ استرد أهل القصيم تحت قيادة الملك عبد العزيز بن سعود