للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وكان الملك عبد العزيز يتلفت إلى أحد الذين معه من أهل بريدة ويهز يده، ويقول: أنت متأكد أن الجماعة على علمهم! !

وعندما دخل الملك عبد العزيز ومعه محمد بن شريدة إلى بيت ابن جربوع رحب الجماعة به، فأومأ بيده أي الماء - فأسرعوا بإحضار القرب وشرب هو ومن معه ثم طلبوا مزيدًا من القرب المليئة بالماء البارد من البيوت المجاورة وأحضر التمر وما تيسر فأكلوا - ولم يؤذن لأحد ممن دخل هذا البيت بالانصراف خشية أن يتسرب الخبر.

قال: فصلينا الفجر في البيت.

وكانت العلامة قبل ذلك أنه إذا وصلنا مع الملك عبد العزيز (مرقب الشماس) نجد (حوشان الحمود) من الجماعة ينتظرنا ومعه صرة (قت) ليوهم أنه خرج إلى الشماس يحضر قتًا لغنمه، فلما لقيناه أطمأن الإمام فسأله عن اسمه؟ فسرنا متجهين نحو باب (العقده الشمالي ولما وصلناه فتح لنا ووجدنا (محمد الشريدة) وعددًا قليلًا معه - وكان قتل الحارس الذي استنكر وجودهم وكاد أن يطلق النار.

دخلنا والخوف يعصر قلوبنا خوفًا من أن يعرف بنا ابن مهنا وأعوانه، وما أن سرنا خمسين مترًا حتى أطلقت علينا النار من الأسواق الشرقية، وكان عن يمين الملك محمد الشريدة فقال: هذا (الصغيّر) وجماعته معه لم يعلموا بما اتفقنا عليه وحصل تراشق بالبنادق سقط على إثره ثلاثة حتى جزنا سوق الصناع شمالًا من الجامع، فأطلق علينا عيار آخر ولم يصب أحد، ونحن مستمرون ثم توجهنا شرقًا ودخلنا قهوة (الجربوع) حيث يجتمع الجماعة وهو في الشارع المتجه شمالًا وجنوبًا شرقي الجامع القديم بين بيوت السليم والبيت الذي سكنه أخيرًا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد.

وهكذا استتب الأمن والطمأنينة.