من أخبار محمد بن شريدة أنه كان جماعة من أهل بريدة من عقيل وغيرهم ومعهم ثلاثون رعية من الإبل، ومعهم ذهب كثير للتجارة، في أحزمة في بطونهم فخرجوا ونزلوا الأسياح يتهيئون للانحدار للكويت والعراق فبلغ محمد بن شريدة أن عبد العزيز بن رشيد خرج ونزل القوارة فخاف أن يصادر عقيل أهل بريدة هؤلاء التجار ويأخذهم فأعطى على المبارك والد فهد بن مبارك أبو صدام ريالين على أن يوصل خطأ أي رسالة مكتوبة لعلي العبد المنعم وكان ابن شريدة وجد مبارك يخلط طين عند مسجد والده عبد الرحمن بن شريدة في شمال بريدة.
فأخذ مبارك الخط وهو الرسالة، فما غربت الشمس وهو يركض على رجليه حتى سلمه لعلي بن عبد المنعم.
قالوا: فجمع ابن عبد المنعم كبار التجار الذين معه وقال: هذا خط من أبوكم محمد بن شريدة يقول ابن رشيد طلع من حائل ولا ندري وين وجهته يمكن إنه يشرق ويصادفكم ويأخذكم، ويمكن يبعد لكن حالًا أرجعوا وصبروا، بين بريدة وعنيزة حتى يتبين لنا نية ابن رشيد فرجعوا بالفعل حتى تبين أن ابن رشيد غزا على عتيبة فذهبوا إلى الكويت.
قال الأستاذ ناصر بن سليمان العمري:
محمد العبد الرحمن بن شريدة عرف بالكرم والشجاعة، وكان من رؤساء بريدة توصل إلى الزعامة برجولته وولائه للإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل.
كانت بريدة في العقد الثالث من القرن الثالث عشر الهجري في حالة حرب، فلحق الناس أزمة اقتصادية وغذائية بسبب استمرار الحروب، وفي ليلة من ليالي الأيام القاسية شعر محمد بن عبد الرحمن بن شريدة أن في بيته لصًا فاتجه إليه وأمسك به فعرفه وسأله عن سبب وجوده في داره في هذا الوقت؟ فقال: الجوع والحاجة فأعطاه شيئًا من الطعام وصرفه وأخبره أنه لن يخبر أحدًا.