للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الغد أرسل إليه ولما حضر أعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي وقال له هذه النقود خذها بع بها واشتر مع الناس في أي بلد شئت، وإذا ربحت وحصلت على مبلغ من المال يغنيك عن هذه النقود فأعدها لي.

فأخذها الرجل وسافر إلى العراق وإلى الشام وغيرهما يبيع ويشتري حتى ربح مالًا وجاء إلى ابن شريدة فأخبره عن أرباحه فقال له محمد بن شريدة الأرباح لك كلها والثلاثمائة ريال قد اقترضتها من سليمان العيسى أعدها إليه، وبارك الله لك في الأرباح.

وابن شريدة لم يخبر أحدًا عن دخول الرجل لبيته لكن الرجل هو الذي أخبر الناس لأن الناس كانوا في ضيق من العيش ولا يستغربون تصرف ابن شريدة معه لرجولته ولا يلومونه هو لضيق سبل العيش في وجوه الناس في ذلك الوقت.

توفي محمد بن عبد الرحمن بن شريدة في موقعة جراب عام ١٣٣٣ هـ وقد أخبرني عبد الله السليمان بن عيسى أنه طلب من أهل شقراء نقل ابن شريدة من أرض المعركة وهو جريح فنقله أهل شقراء على حصان فلحق بهم أتباع ابن رشيد وأجهزوا عليه ولم يتعرضوا لغيره، وقيل لهم هذا محمد بن شريدة في محاولة لإنقاذ حياته وهو جريح فقالوا: ما جئنا إلَّا من أجل محمد بن شريدة، وأجهزوا عليه ورجعوا، قال العمري: وقد ذكر لي هذا عبد الله بن سليمان بن عيسى أكثر من مرة (١).

أقول: قتل محمد بن شريدة في وقعة جراب عام ١٣٣٢ هـ إيان المعركة وهو على حصانه، يقال: إنه لم يكن بعيدًا من الملك عبد العزيز بن سعود الذي كان راكبًا على حصانه أيضًا.


(١) ملامح عربية، ص ٦١.