للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يتمكن في الدراسة من تحصيل العلم غير أنه كان من أصل طيب يوالون في الله ويعادون لله فكان من أهل البصيرة والنقد والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان محبًا لأهل الدين مبغضًا للمنافقين والكافرين والظالمين فلذلك كان يلهج بذكر الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وآل سليم ويختصه الشيخ عمر بن محمد بن سليم لأسراره ويبره ويعرف له فضله كما أن والدة المترجم من ذوات الدين والبصيرة فقد أقامت وليمة مكونة من جزور وما إليها لما رجع أولياء الله معززين من قبل الأمير سعد الحازمي لما أحضر لديه أناسًا من المشائخ وطلاب العلم بأمر من ابن رشيد بسبب الوشاية بهم فوبخهم الأمير أفرادًا وكانت الأمة قد خافت عليهم وترقبوا ماذا يحله بهم، وآخر شيء تراجع الأمير عن رأيه وقلبهم إلى أهليهم بخير واعتذر إليهم بأنه مأمور وكان المترجم صبورًا على حلو الزمان ومرِّه وله ذاكرة وحفظ ويحب الخلطة بالعلماء الأفاضل ومديمًا على الحج والعمرة في رمضان المعظّم سريع الدمعة عند الموعظة وتذكر العلماء وكانت أسرته متأصلة من بلد وشيقر من قبيلة النواصر وينتمون إلى بني تميم وما زال يزاول مهنة الزراعة ويسعى في اكتساب المعيشة في مزارع آبائه شرقي مدينة بريدة وفي أراضي النقع حتى عجز وكل عن العمل وعجزت قواه فاستراح في نفس مدينة بريدة، وفي اليوم الثاني من شهر رجب توفي عن عمر يناهز الستين (١).

ومنهم محمد بن عبد العزيز الحسين انتقل إلى الرياض واشتغل بتجارة العقار، وملك دكاكين في سوق الذهب، في حلة القصمان بيعت بعد وفاته بأحد عشر مليونًا وعقارًا آخر بيع بعد وفاته أيضًا بأكثر من ذلك. مات عام ١٤٠٨ هـ في الرياض على أثر عملية فتق.


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٦، ص ٨٨ (الطبعة الثانية).