والدتي، وقل لهم: يدورون لي زوجة إن شاء الله عقب سبعة أشهر وأنا عندهم وإعط والدي هذه الأبيات:
يا جارنا سلم على الوالد البار ... وأيضًا بعد لأمي كثير السلام
سلم عليهم ساعة تأصل الدار ... وابد التحية مع جميل الكلام
واذكر لهم ما شفت بالعين، وصار ... وللوالد المحبوب جل احترامي
وأيضًا بعد كرر لهم كل الأعذار ... حيث انني اخطيت بحق الكرام
العذر منكم يا الحبيبين الأبرار ... حيث انني ابطيت عنكم حرام
حقوقكم لزمت علي ما بها انكار ... وابي العفو عن البطا والسلام
كبدي من الفرقا تقل يلهبه نار ... من البطا ما ذقت لذة منامي
غربة وكربة والمحاصيل تكتار ... والبق والبرغوث شقق ابهامي
يوم اعتدل وضعي وجمعت دينار ... ذكرت انا للوالدين الحشام
فرحت باللي جاب لي عنكم اخبار ... اللي عطان اخباركم بالتمام
ونعم الرجل اللي يحامي على الجار ... اللي عطاني علم وافي بالكلام
هذا ولا ينفع كثيرات الأعذار ... ابي السموحة لا يجيني ملام
سلامي على الأبوين ومن كان بالدار ... وباقي الحمولة والبداية عمامي
هذا وصلينا على صاحب الغار ... محمد المختار ما أمطر غمام
هذا ولما وصل الجار إلى أبوحمد بعد صلاة المغرب طرق الباب وخرج إليه أبو حمد وإذا هو جاره فسلم عليه، وقال: أبشر بحمد، وكانت أم حمد ما علمت أن أبوحمد مرسل قصيدة حيث إن أبوحمد ما أخبرها بشيء، وقال الجار: خذ هذا الجمل وحمله الذي أرسله لك ابنك حمد، وهذا خطابه وخذ هذا الحزام الذي فيه نيرات، ويقول لا يبيع النخل، إما سدن النيرات فأنا إن شاء الله بعد كم شهر عنده.
وسمعت أم حمد الكلام، حضرت وقالت للجار الله إن أبني حي، فقال: دوك حقك لحالك ويسلم عليك ويقول لازم تدور لي زوجة.