يبكي في زاوية المسجد، وإذا بشاب يسمعه فقال: وراك يا أبو حمد تبكي عسى ما أنت مريض؟ فقال: والله يا وليدي أبكي على ولدي حمد ما أدري وين هو فيه، فقال: بس، قال: بس وذهب الشاب من عنده وأخبر والده فأسرع والده إلى أبو حمد ووجده على حاله يبكي فقال: لا تبكي على حمد أنا ابروح للغربية وأبحث عنه، وخلال أربعة أشهر وأنا أجيب لك خبره إن شاء الله، فقال أبو حمد: إذا بغيت تمشي أبعطيك أبيات إن وجدته عطهن إياه، قال: ابشر، هاتهن.
مشي هذا الجار ولا قصده يبي يدور حمد قصده يهون على أبو حمد الأمور ولكن من الصدف أنه وافق حمد، ولكن لا يعرفه أبدًا، وحمد لا يعرف هذا الجار لأبيه.
وفي مرة من المرات جلس الجار في قهوة وصار الذي بجنبه بالقهوة حمد، ولما سمع حمد كلامه إذا هو لهجة أهل بلده، فقال له حمد: من أي بلد يا الحبيب، فقال: من بلد القصيم، من أهل البلدة الفلانية، وإذا هي بلدة والد حمد، فقال: أتعرف فلان الفلاح؟ قال: نعم، هو جاري تعني أبوحمد المفقود، قال: نعم، وقال حمد: ودي تسلم لي عليه وقولة: إني وافقت ابنك حمد بالعراق، فقال: الجار اصبر مرسل معي أبيات وإذا صرت حمد علمتك عن وضع أبيك، فقال: أنا حمد، علمني، فقال: خذ هذه القصيدة وأبوك بحالة لا يعلمها إلا الله من الفقر والمغثة عليك، ما يدري وين أنت.
فقال حمد: لا تكمل متى ودك ترجع للقصيم؟ فقال: أنا معي جملين فقط واحد خالص حمله زاهب والثاني هذاي ابتقضي له حمل، فقال حمد: ودي أشري جمل واحط عليه بعض الشيء تروح به معك، إن كان يطلع بيدك؟ فقال: يطلع بيدي واتشرف، أجل عجل خوياي يتحرونني، فقال باكر الظهر وأنا عندك.
واعد حمد في محل الاجتماع وشري حمد جمل وحمله كسوة لأهله وأعطاه نيرات في محزم وقال عطهن والدي وأعطاه نيرات وقال أعطهن