الأحمر والحجارة، وله أربعة أبواب معقودة بالطوب، ويقول إن سقفه كان معقودًا بالطوب الأحمر، وأن حوله آثار العيون، وذكر لي أن اسم الموقع الحالي هو (المندسة)، أما اسمه القديم فلم نتمكن من معرفته.
وعلى بعد ٤٨ كيلًا من المدينة المنورة وجدت آثارًا كثيرة لعيون قد اندرست، وآثارًا لمنازل لم يبق غير معالمها، وامتدت هذه الآثار حتى وصلنا إلى قرى المليليح وهي مجموعة قرى ومزارع حديثة العهد استحدثها بعض القبائل من حرب وجهينة وغرسوا فيها النخل وحرثوا أرضها.
وتمتد القرى الحديثة والمزارع الصغيرة المنتشرة ثلاثة عشر كيلًا تقريبًا مما تعذر معه البحث عن الآثار فيها، حيث قد ضاعت معالمها في المزارع وبين المساكن، وإلا فهنا بلا شك الأماكن الأثرية القديمة.
وفي الكيلو ٨٨ شمال المدينة وصلنا إلى مكان (البرير) فسألت أحد الأعراب عن اسم الموقع؛ فقال:(البرير) قلت له: بم سمي البرير؟ فأشار إلى بئر صغيرة وقال: سمي بهذه البئر الصغيرة، ولكني بعد ما رجعت إلى كتب التاريخ واللغة عرفت الموقع وأنه (البريرة)، وأنه الموضع الذي غزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد بستة أشهر فأحرق نخلهم وقطع زرعهم، وفيه نزل قوله تعالى:{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}.
وعندما وصلنا إلى ١٩٠ كيلو من المدينة دخلنا واديا يكثر به شجر الدوم يسمى وادي خيبر يلتقي بوادي الحمض - وادي القرى - وفيه قرية السليلة، وقرية القعرة، ويسكنهما الطوالعة من عنزة، وهما حديثتان وتكثر فيهما الآثار والعيون المدرسة، وهاتان القريتان هما أول قرى ذي المروة وتبعدان عن المروة نفسها بحوالي خمسة وعشرين كيلو مترًا تقريبًا.