قال القرطبي على قوله {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} أي لتسكن ولا تتكفأ بأهلها، وقال ابن منظور في لسان العرب أوتاد الأرض الجبال لأنها تثبتها.
الآية الخامسة عشر قوله تعالى في سورة الزخرف {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} قال ابن كثير على قوله الذي جعل لكم الأرض مهدا أي فراشًا قرارًا ثابتة تسيرون عليها وتقومون وتنامون وتتصرفون مع أنها مخلوقة على تيار الماء لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا.
الآية السادسة عشر قوله تعالى في سورة الذاريات {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} قال ابن كثير أي جعلناها فراشًا للمخلوقات فنعم الماهدون أي وجعلناها مهدًا لأهلها وقال في البداية والنهاية وقوله الأرض فرشناها أي بسطناها وجعلناها مهدا أي قارة ساكنة غير مضطربة ولا مائدة بكم، وقال البغوي على قوله والأرض فرشناها بسطناها ومهدناها لكم فنعم الماهدون الباسطون، وقال ابن عباس رضي الله عنهما نعم ما وطأت لعبادي.
ثم قال الشيخ الدويش:
قلت قد زعم أهل الهيئة الجديدة ومن يقلدهم ويحذو حذوهم من المسلمين أن الأرض تسير في الثانية أكثر من ثلاثين كيلومتر وأنها تقطع في اليوم الواحد أكثر من خمسمائة ألف فرسخ ولو كان الأمر على ما زعموه من سير الأرض بهذه السرعة الهائلة لما كانت ذلولًا للخلائق ولا فراشًا ولا مهدًا، ولما استقر على ظهرها شيء من البناء والشجر فضلًا عن الحيوانات وذلك لشدة مخرها للهواء ويشدة صدم الهواء لوجهها واعتبر ذلك بالطائرة النفاثة التي لا تبلغ في سرعة سيرها عشر عشر العشر مما زعموه في سرعة سير الأرض هل يقول عاقل أنه يمكن أن يستقر حيوان على ظهر الطائرة النفاثة، وهي سائرة كلا لا يقول ذلك عاقل أبدًا وإذا كان استقرار الحيوانات على ظهر