للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الطرفية بالنصف من رمضان ثم أرسل كتابين واحد لعبد العزيز بن سليم، وواحد لأهل بريدة والأمير فيها هاك الوقت فهد بن معمر مضمون الكتابين واحد، معناه: أنا ما بيني وبين ابن سعود تجاويد على الصلح وهو مات.

وجاينا رجال مع الذي صلوا على جنازته، كان تريدون تصيرون تبع لنا، فأنا أحسن لكم من ابن سعود أنا أعطيكم ما أخذ منكم، والذي أخذت منكم أرجعه عليكم، فلا والله ترون ما تكرهون.

ثم ردوا له جميع جواب متقارب بعضه من بعض، قالوا: أما الصلح فهو واقع بينكم ويشهد عليها الله سبحانه ثم البادية والحاضرة، ونحن وابن سعود ولينا طوارفك وجبناه خوفًا من الله ثم المنقود (١)، والبدو والحضر كل مطمئن بالصلح وراغب الزين (٢)، وابن سعود كل ما جا منه خط، وإذا هو ينخا ويحذر عن الخمال، ولو كان عند العرب خبرما أدركت شيء مثلما تخبر قبل، وإن شاء الله تشوف عقب، ولكن هذه خيانة بالخالق والمخلوق وعليك عون من الله تعالى.

وابن رشيد موصي حامل خطه - لابن سليم ليبلغه من رأسه، قال له: يسلم عليك سعود بن عبد العزيز (ابن رشيد) ويقول: والله يا ما أراد مني أنه يتم ديرته له وأعطيه الزود من عندي، يعرف العلم وتراي أحسن له وإلَّا والله إني معاهد الله ياعج الخيل أن يغطي عنيزة وإلَّا بريدة، قال ابن سليم للوصي:

قل له: والله ونعم، لكن ترى الكريم إذا وعد وفى وترانا دافنين رأس أبوه تحت العقدة، والحروة إن شاء الله إن حنا نحطه معه.

ثم أن ابن رشيد جهز خيله وجيشه على جانب من أطراف بريدة يبي مادة تنومسه وتروع أهل بريدة وتلين رؤوسهم، وحسوا فيه أهل بريدة


(١) يشيرون إلى صلح كان تم بين الملك عبد العزيز بن سعود وابن رشيد قبل ذلك، والمنقود: الأمر الذي ينتقد.
(٢) الزين: عدم المحاربة.