فقال ابن فهيد: أنا أسألك أنت فقال والدي: إنني أعرفها منذ أن كانت طفلة وإنها مثل بنتي وأعرف أبوها وأمها وخواتها كلهم ناس طيبين، ومع ذلك أسأل غيري فقال: يكفيني كلامك يا أبو محمد.
فقال والدي: أنا ما يكفيني إنك ما تسمع عنها إلَّا مني، هذا زواج.
ثم ذهب الرجل وعاد بعد يومين، وقال: توكلنا على الله، قال والدي: فلا أدري أشاور أحدًا غيري أم لا، ثم ساق الصداق وأعطاه والدي، بدون أن يطلب منه معرفة التفويض من والدها له، ولكن أبي عقد الزواج له بالوكالة عن والدها الستاد ابن حامد في بيتنا.
فأحضر المطوع صالح بن كريديس إمام المسجد وهو عالم شيخ متأهل للقضاء ودعا محمد الطرباق وعبد الله الخليفة، فقال ابن كريديس: يا ناصر البنت أبوها غايب ولا يصلح إنك تزوجها إلَّا بوكالة منه، فقال والدي: هذا محمد الطرباق وابن خليفة يشهدون، فشهدوا بأن ابن حامد موكله ومفوضه بتزويج بناته فعقد له.
واسم تلك البنت: نورة.
ولما عاد ابن حامد من الرياض وجد والدي قد زوج ابنته من زوج ثري لأنه من أهل قصر العبد الله وله حصة كبيرة من عين العبد الله في الأسياح.
وقد لقيت بعد ذلك بنحو عشرين سنة اثنين من (الحامد) أبناء عم للستاد فذكروا لي أن (نورة) تلك التي زوجها والدي لراعي الأسياح كانت خيرًا وبركة عليهم لأنه توفي عنها فورثت عنه حصته في العين إحدى عيون الأسياح مما كان له ثم ماتت فصار يأتيهم مما لها من حصة في العين تمر وعيش كل سنة.