إذا أعطيته لحمد بن سعيد يشتري به هدايا لصفوق الجرباء، فعدل التاجر عن إعطاء المال لحمد السعيد.
وجاء حمد السعيد إلى التاجر وطلب منه المال فعرف أن التاجر لا يريد إعطاءه مالًا خوفًا على ماله، وعرف السبب فأسرها حمد السعيد في نفسه، ولم يبدها لصفوق الجرباء صديقه، لكن رجلًا نقل ما جرى لحمد السعيد بسبب صداقته ومهاداته للجرباء إلى صفوق، وكان حمد السعيد يقيم بالصيف في أحد فنادق بغداد بصفة دائمة فجاء إليه صفوق الجرباء ونزل ضيفًا عليه، ولم يكن لدي حمد السعيد نقود يشتري بها خروفًا يذبحه لتكريم صفوق الجرباء الذي كان يظن أن حمد بن محمد السعيد من كبار التجار بسبب مظهره وكسوته وهداياه التي يقدمها له فباع حمد السعيد فروته واشترى بثمنها خروفًا وأعطاه لصاحب الفندق ليعد عليه وليمة لصفوق الجرباء.
وحضر الجرباء لتناول الطعام وقدم حمد بن محمد السعيد الوليمة ودعا صفوق الجرباء والمدعوين لتناول طعام الغداء جلس على الطعام صفوق الجرباء وقبل أن يمد يده إلى الطعام حلف بالله أنه لا يأكل طعام حمد السعيد إلا إذا أخبره بما جرى عليه في بغداد.
فقال حمد السعيد: ما جرى عليَّ إلا الخير، قال أخبرني عن قصتك مع القدوري التاجر العراقي وإلا ما أكل طعامك إذا لم تخبرني، وهنا أخبره حمد السعيد أن القدوري أراد أن يعطيه نقودًا ولكنه نصح بألا يعطيه خوفًا على النقود أن يشتري بها هدايا لصفوق الجرباء، فأكل صفوق الجرباء الطعام ثم كتب له تحويلًا بعشرين ألف دينار وطلب من حمد السعيد أن يستلمها ويشتغل بها في التجارة وكتب له أوراقًا بالا يعارض في الطرق والمراكز، فاشترى حمد السعيد غنما من الموصل في العراق وسافر بها إلى الأردن فربحت معه وأحضر الربح والنقود التي دفعها له صفوق الجرباء وهنا أمره صفوق الجرباء أن يذهب للتجارة