للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يطلب العفو والمسامحة، فعفا عنه وسامحه، فأقام معه حتى قفل من قطر، ووفى له بما وعده صغيرًا وكبيرا واستعمله في بلده أميرًا (١).

أما سبب اتصال عبد العزيز بن محمد بشريف مكة فهو أن العلاقات كانت رديئة بين شريف مكة الشريف بن عون وهو الحاكم فيها وبين الإمام فيصل، فاتصل الأمير عبد العزيز بن محمد بشريف مكة وذلك في ظننا لغرضين أو لأحدهما وهما هنا أنه إذا حصل على عبد العزيز بن محمد شيء من الإمام فيصل بن تركي مثل عزل أو ضغط أو نحوهما كان له فرصة الذهاب إلى مكة.

والثاني: تقوية موقفه أمام الإمام فيصل إذا كانت له علاقة قوية مع الشريف وسبق أن زار عبد العزيز بن محمد شريف مكة وأقام هناك مدة.

وكان الإمام فيصل يسعى إلى تقوية علاقاته بالشريف دفعًا لشر يأتيه منه وذلك أن الشريف خرج غازيا إلى نجد ووصل القصيم.

ثم حسنت علاقة الشريف بالإمام فيصل، فلم يبق ما كان يريد (عبد العزيز بن محمد) من اتصاله بالشريف.

ونورد شاهدًا على تضاءل قدر أمراء نجد بعد نقل الإمام فيصل إلى مصر بجواب كتاب موجه لأمير حائل عبد الله بن رشيد الذي وصفه الكتاب بأنه أمير شمر، ومضمونه إجابة خورشيد باشا له على طلب كان تقدم به أي أمير حائل، إلى خورشيد بالإذن له بالحج وفيه يتهكم به بقوله: (فأرسل رشيد الجبر يحج عنك).

وهذا نص الكتاب (الرسالة) وهو مكتوب بالعربية، مع نقله إلى حروف الطباعة.

وتاريخه في ٢٦ رمضان عام ١٢٥٥ هـ.


(١) عنوان المجد، ج ٢، ص ٢٨٣، (الطبعة الرابعة).